في مشهد يشبه أفلام النجاة، عاش شاب مغربي يبلغ من العمر 22 سنة ساعات من الرعب والصراع مع البحر، بعد أن ضل طريقه وسط الأمواج والتيارات القوية، خلال محاولة للهجرة السرية انطلقت من شاطئ “الدالية” نواحي تطوان.
الشاب، المنحدر من مدينة سلا، اختار خوض مغامرته البحرية في ليلة السبت، مستعينا ببدلة غطس، وزعانف، وعجلة مطاطية صغيرة، على أمل الوصول إلى الضفة الإسبانية. لكن سوء الأحوال الجوية، وخاصة الضباب الكثيف، جعله يفقد الاتجاه ويدخل في دوامة من التيه وسط البحر.
ومع غياب أي دعم لوجستي أو وسيلة تحديد موقع، قضى المعني ثلاثة أيام تقريبا، متنقلا فوق العجلة المطاطية، دون طعام أو ماء، في مواجهة مباشرة مع التيارات البحرية المتقلبة. مرت عليه ليلتان ونهاران من البرد والجوع والخوف، قبل أن تلوح في الأفق لحظة نجاة غير متوقعة.
ففي مساء الإثنين، حوالي الساعة السادسة، لمح أحد المواطنين، كان على متن دراجة مائية (جيتسكي)، جسدا متمايلا فوق الماء بالقرب من شاطئ “ريستينغا”، ليسارع إلى انتشاله وإعادته نحو اليابسة، منهيا بذلك محنة استمرت لأزيد من 72 ساعة.
مصادر محلية أفادت أن الرياح لعبت دورا حاسما في إعادة الشاب نحو الساحل المغربي، في غياب أي تحرك رسمي للبحث عنه، نظرا إلى الطابع غير النظامي للمحاولة التي أقدم عليها.
الواقعة أثارت تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من النشطاء عن ذهولهم من صموده المذهل، معتبرين أن نجاته معجزة بكل المقاييس، خصوصا مع طول المدة التي قضاها في عرض البحر، دون وسائل إنقاذ كافية، وفي ظل انعدام أي تنسيق رسمي للبحث عنه.