انطلقت الأشغال، وها هي تقترب من خط النهاية: شارع “أفغانستان”، أحد المحاور الحيوية في قلب مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، أصبح على مشارف التحول الكامل بعد سلسلة من الأشغال المكثفة التي بلغت مراحلها الأخيرة، بنسبة إنجاز فاقت 90%، ولم يتبق منها سوى اللمسات النهائية التي تمثل ما بين 5 و10%، خصوصا على مستوى بعض الطرق الجانبية والمساحات المحاذية.
الورش الذي يدخل ضمن برنامج شامل لتأهيل البنية التحتية للدار البيضاء، تم تحت إشراف تقني مباشر من مصالح جماعة المدينة، وبتنسيق مع عمالة المقاطعة، وبتتبع شخصي من مسؤولين جهويين، ما أضفى طابعا عمليا وتنمويا على المشروع، خاصة بعد تدارك بعض التأخيرات التي لم تتجاوز 20 إلى 30 يوما مقارنة بالجدولة الأصلية.
من بين أبرز النقاط التي تشهد حاليا إعادة تأهيل هي “الساحة” المعروفة بكونها مركزا قرب مسجد التعاون، والتي تخضع لإعادة تصميم تشمل التشجير، وتثبيت أعمدة الإنارة، وتركيب مقاعد عصرية تهدف إلى توفير فضاء مريح للساكنة المحلية. هذا المشروع لا يسعى فقط إلى تحسين السير والجولان، بل يتطلع أيضا إلى توفير فضاءات عمومية ذات جودة لفائدة السكان.
أما بخصوص الطرق المتفرعة،.. فقد شملت الأشغال شارع “سيدي الخدير” المتاخم لمحطة سيارات الأجرة والسوق المحلي،.. حيث تم اعتماد حلول مبتكرة لتوسيع مساحته عبر خلق أماكن لركن السيارات، ما خفف من حدة الاكتظاظ المروري.
وإلى جانب تهيئة الطرق، خص المشروع اهتماما خاصا بالتأثيث الحضري،.. حيث طلب من أصحاب المحلات التجارية على طول الشارع توحيد واجهاتهم واعتماد واقيات شمسية موحدة باللون الرمادي،.. في محاولة لخلق انسجام بصري يليق بالعاصمة الاقتصادية.
تبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع ما يقارب 40 مليون درهم،.. وتشمل أيضا أشغال تهيئة شارع “عبد الرحيم بوعبيد” بمقاطعة المعاريف،.. ويغطي مشروع شارع “أفغانستان” وحده ما يزيد عن 700 إلى 800 متر،.. في استثمار يعكس الرغبة في إنعاش المجال الحضري للدار البيضاء وتوفير فضاءات تليق بتطلعات ساكنتها،.. خصوصا في أفق تنظيم تظاهرات رياضية ومناسبات كبرى خلال السنوات المقبلة.