أسدل الستار، صباح اليوم الثلاثاء، على واحدة من أكثر الحركات الاحتجاجية الفردية درامية في المغرب، بعد أن لفظ شخص أربعيني أنفاسه الأخيرة داخل قسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي ببني ملال، متأثرا بجراح بالغة تعرض لها إثر قفزه من أعلى خزان مياه مرتفع، بعد 18 يوما من الاعتصام فوقه.
الحادث وقع بجماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال، حيث اختار الرجل الاعتصام الانفرادي في قمة خزان مائي (المعروف محليا بـ”شاطو”)، في خطوة صادمة أربكت السلطات المحلية، ودفعت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان وأقاربه إلى التدخل المتكرر لمحاولة ثنيه عن قراره دون جدوى.
اعتصام طويل.. ونهاية مأساوية
المعتصم، البالغ من العمر حوالي 45 سنة، ظل معتصما في عز الحر لأكثر من أسبوعين، رافضا التراجع عن موقفه رغم محاولات الإقناع والوساطة. غير أن الاحتجاج اتخذ منحى خطيرا قبل أيام، حينما ادعى المعتصم شعوره بوعكة صحية، ليجذب عناصر الوقاية المدنية إلى مكان تواجده.
لكن ما بدا في البداية استغاثة صحية سرعان ما تحول إلى كمين عنيف، إذ أقدم المعتصم على احتجاز أحد عناصر الوقاية المدنية والاعتداء عليه بآلة حادة، قبل أن يقوم بدفعه من أعلى الخزان، مما تسبب للمسعف في إصابات خطيرة وكسور بليغة تطلبت تدخلا جراحيا عاجلا.
وبعد هذه الحادثة الصادمة، أقدم المعتصم على لف حبل حول عنقه، ثم ألقى بنفسه من الأعلى، في مشهد مؤلم، نقل على إثره إلى المستشفى في حالة حرجة. وعلى الرغم من الجهود الطبية التي بذلت خلال أربعة أيام داخل قسم الإنعاش، إلا أن جسده المنهك لم يصمد طويلا.


