تواصل الشركات الصناعية العالمية توجيه أنظارها نحو المغرب، وهذه المرة جاء الدور على مجموعة “نينغبو غاوفا” الصينية، المختصة في أنظمة التحكم الخاصة بصناعة السيارات، التي أعلنت عن خطتها لإقامة مصنع إنتاج جديد فوق التراب المغربي، في خطوة استراتيجية تمثل جزءا من سياستها التوسعية خارج حدود الصين.
القرار، الذي جرى الإعلان عنه يوم الخميس 17 يوليو، يندرج في إطار ما تسميه المجموعة سياسة “الخروج عبر الحدود”، التي تهدف إلى توسيع قاعدتها الصناعية حول العالم، والاقتراب أكثر من زبنائها في الأسواق الدولية.
استثمار ذاتي بقيمة 20 مليون دولار
المجموعة الصينية كشفت، عبر بلاغ صادر من مدينة شنغهاي، أن الاستثمار المرتقب سيبلغ 20 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل تقريبا 195 مليون درهم مغربي، وسيموَل بالكامل من رأسمال الشركة الخاص دون اللجوء إلى أي تمويل خارجي.
هذه الميزانية المخصصة للمشروع ستوجه إلى شراء العقارات الصناعية، وتشييد وحدات الإنتاج، إضافة إلى تجهيز المصنع بالمعدات والتقنيات اللازمة. ورغم وضوح الرؤية الاستثمارية، فإن تنفيذ المشروع يظل رهينا بالحصول على الموافقة الرسمية من طرف السلطات المغربية المختصة، كما ورد في بيان الشركة.
في ما يخص البنية القانونية للمشروع، تفيد المعطيات بأن “نينغبو غاوفا” تدرس خيارين اثنين: إما الاعتماد على فرع مملوك لها بالكامل ومسجل في إقليم هاينان الصيني، أو عبر شركة تابعة لها سبق أن سجلتها في سنغافورة. القرار النهائي بشأن الكيان القانوني لم يحسم بعد، لكن المشروع ماض في اتجاهه التنظيمي.
المغرب.. بوابة استراتيجية بأقل تكلفة
اختيار المملكة المغربية لم يكن محض صدفة. المجموعة الصينية أوضحت أن قرارها نابع من الرغبة في تنويع خارطة الإنتاج العالمي، والتقليل من التأثيرات السلبية الناجمة عن التوترات الجيوسياسية، إضافة إلى تحسين قدرة المجموعة على تلبية الطلب المتزايد من زبنائها خارج السوق الصينية.
كما شددت الشركة على أن المغرب يوفر مزايا تنافسية جذابة تشمل كلفة اليد العاملة، توفر الأراضي الصناعية، ونظاما ضريبيا محفزا، وهي عوامل تعتبرها “نينغبو غاوفا” مفتاحا لتحقيق مستوى عال من النجاعة التشغيلية والربحية في مصنعها الجديد.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة “نينغبو غاوفا” أصبحت، خلال السنوات الأخيرة، من بين أبرز الفاعلين في سوق تجهيزات السلامة الموجهة لصناعة السيارات، وتنتج بالأساس أنظمة التحكم الإلكتروني وناقلات الحركة الذكية، وهي مكونات أساسية في السيارات الحديثة، بما فيها الكهربائية.
هذا الاستثمار المرتقب يعزز موقع المغرب كوجهة مفضلة لصناع مكونات السيارات، كما يدعم مكانته المتقدمة على الصعيد الإفريقي والدولي في سلاسل التوريد المرتبطة بالمركبات الذكية والمستدامة.