شهد القطاع الصناعي الأوروبي تحولا لافتا بعد أن حسمت المحكمة التجارية بباريس صفقة استحواذ المجموعة السويسرية “Cicor” على الأنشطة الرئيسية لشركة “Eolane” الفرنسية، التي كانت تخضع لإجراءات التصفية القضائية منذ مارس المنصرم. العملية شملت سبعة مواقع إنتاج، منها خمسة بفرنسا واثنين بالمغرب، في خطوة وصفت بالاستراتيجية لتعزيز القدرات الصناعية لشركة Cicor على المستويين الأوروبي والدولي.
إنقاذ 890 وظيفة وتعزيز التموقع بالمغرب
الصفقة مكنت من الحفاظ على نحو 890 منصب شغل، أي ما يعادل 90٪ من إجمالي القوى العاملة في الوحدات المدمجة، وهو ما اعتبر إنجازا بارزا في خضم أزمة “Eolane”. وقد شملت المواقع الفرنسية المستحوذ عليها كلا من أنجيه، كومبري، سانت أغريف، نويي أون تيل، ودوارني، بينما ظل موقع فالونس خارج الاتفاق في انتظار حكم قضائي مرتقب في الخامس من ماي المقبل.
أما في المغرب، فقد انضمت وحدتان صناعيتان إلى شبكة Cicor، ما يعكس اهتماما متزايدا بالقدرات التنافسية للمملكة في قطاعي الإلكترونيات والطيران، فضلا عن قربها الجغرافي من أوروبا وسهولة التكامل مع الأسواق المستهدفة في مجالات الدفاع والصحة والصناعة.
استثمار بـ30 مليون يورو لتحديث المصانع
دعما لعملية الاندماج، أعلنت Cicor عن إطلاق خطة استثمارية تتجاوز 30 مليون يورو، منها 4 ملايين مخصصة لاقتناء معدات صناعية جديدة. ولم تفصل الشركة في كيفية توزيع هذه الاستثمارات بين المواقع الفرنسية والمغربية، لكن الهدف المعلن هو تحسين الأداء العام، خلق التآزر بين الوحدات، وتشكيل قطب صناعي أوروبي متميز.
إقرأ أيضا: شركة “سي إن جي آر” الصينية تدخل السوق المغربية عبر بوابة الدار البيضاء
الجدير بالذكر أن العمال في شركة “Eolane” سبق أن عبروا عن تفضيلهم لعرض “Cicor” خلال مرحلة المشاورات، مقارنة بمقترحات قدمتها شركتا “Cofidur” و”Synov”، ما عزز موقف الشركة السويسرية أمام المحكمة التجارية. وتبقى وحدات “Eolane” في كل من إستونيا وماليزيا والصين خارج هذه الصفقة، حيث لا تزال تحت إدارة صندوق الاستثمار “Hivest”، وتواصل عملياتها بصورة مستقلة بفضل مردوديتها المرتفعة.