في مشهد استثنائي، عادت الحديقة العمومية بحي درب ميلا وسط الدار البيضاء إلى صورتها الأصلية صباح اليوم الأحد، بعدما تدخلت السلطات المحلية لتحريرها من حالة الفوضى التي عاشتها لأسابيع، إثر تحولها إلى مأوى عشوائي لعشرات المهاجرين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وجاء هذا التدخل، وفق معطيات ميدانية، استجابة لشكاوى متكررة من سكان المنطقة الذين أعربوا عن استيائهم من الأوضاع التي أصبحت عليها الحديقة، بعدما تحولت إلى فضاء غير آمن، تخللت بعضه سلوكات مقلقة ومضايقات طالت نساء الحي، ما أثار مخاوف الأسر على أمنهم وسلامتهم اليومية.
العملية، التي نفذت في الساعات الأولى من الصباح، شهدت تعبئة مكثفة لعناصر الأمن والسلطات المحلية، حيث تمت الاستعانة بجرافة لإزالة الأغطية والخيام والأفرشة التي كانت منتشرة داخل الحديقة، فيما شارك عمال النظافة في عملية تنظيف شاملة للمكان.
وخلال التدخل، فر عدد من المهاجرين نحو وجهات مجهولة، بينما واصلت السلطات دورياتها الميدانية لتأمين المنطقة وضمان عدم عودة الفوضى مجددا.
وأفادت ساكنة الحي أن الحديقة كانت تعرف توافد مهاجرين جدد كل يوم أحد، ما جعلها تتحول تدريجيا إلى نقطة تجمع غير قانونية وسط حي سكني يعاني أصلا من الاكتظاظ. السكان بدورهم طالبوا بتدخل دائم ومراقبة مستمرة لضمان نظافة المكان وحماية الساكنة من أي تهديدات محتملة.
هذا التحرك يعيد إلى الواجهة النقاش الدائر حول التدبير الحضري لأماكن الإيواء العشوائية والتحديات الاجتماعية المرتبطة بالمهاجرين غير النظاميين، في ظل مطالب متزايدة بضرورة إيجاد حلول إنسانية وتنظيمية تحفظ كرامة الجميع وتضمن الأمن داخل الفضاءات العامة للعاصمة الاقتصادية.


