الأكثر مشاهدة

شهب البرشاويات: ظاهرة فلكية تضيء سماء المغرب منتصف غشت

تزامنا مع حلول منتصف غشت، تعيش سماء المغرب والعالم عامة على وقع ظاهرة فلكية مبهرة تعرف باسم شهب البرشاويات، أو “البرسيد”، التي تستقطب اهتمام هواة الفلك والباحثين المتخصصين حول الكوكب. تعتبر هذه الظاهرة من أكثر زخات الشهب نشاطا وشهرة، إذ تبرز بوضوح في سماء نصف الكرة الأرضية الشمالي، وتتميز بتوافد أعداد كبيرة من الشهب اللامعة خلال فترة ذروتها.

حسب بيانات منظمة الشهب الدولية (IMO)، فإن ذروة شهب البرشاويات من المتوقع أن تصل إلى أقصاها مساء الثاني عشر من شهر غشت الجاري. مع ذلك، حذرت المنظمة من احتمال أن يؤثر ضوء القمر الساطع على وضوح المشهد، مما يقلص فرص الرصد الدقيق لهذه الظاهرة في بعض المناطق.

شهب البرشاويات 2025: عرض كوني نادر في سماء المغرب رغم إزعاج التلوث الضوئي

وفي المغرب، تحظى هذه الظاهرة الفلكية بمتابعة سنوية من طرف فرق علمية وهواة، حيث تنظم العديد من التظاهرات والأنشطة الرصدية للاستمتاع بمشاهدة الشهب، خاصة في المناطق القروية والريفية التي تتميز بانخفاض نسبة التلوث الضوئي. وقد أكد مصطفى بوسدر، مدير القبة الفلكية بجامعة محمد الخامس في الرباط، أن فترة الذروة عادة ما تكون بين 11 و13 غشت، وهي فترة تحظى باهتمام واسع من قبل المهتمين من داخل المغرب وخارجه.

- Ad -

وأوضح بوسدر، أن هذه الشهب تأتي نتيجة مرور الأرض في مسار ذيل مذنب “سويفت-تيتل”، الذي يدور حول الشمس مرة كل 133 سنة. وأضاف أن عوامل مثل ضوء القمر والتلوث الضوئي قد تؤثر بشكل كبير على جودة الرصد، ما يجعل المناطق المعزولة والريفية الأفضل لمتابعة هذه الظاهرة.

بدوره، أوضح زهير بنخلدون، مدير المرصد الفلكي في أوكايمدن التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، أن شهب البرشاويات هي نيازك صغيرة تدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية، حيث تحترق بفعل الاحتكاك فتتوهج مكونة ما يعرف بالنجوم اللامعة أو “النجوم الطائرة”، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تعكس تفاعل الأرض مع المادة المتناثرة خلف المذنب.

يبقى مراقبو السماء في المغرب على أهبة الاستعداد لمتابعة هذا الحدث السنوي، الذي رغم تأثير عوامل طبيعية متعددة عليه، لا يزال يشكل فرصة ثمينة لإثارة الفضول العلمي ونشر المعرفة الفلكية في صفوف الشباب والمهتمين.

مقالات ذات صلة