تحولت ورشة صباغة بسيطة ظهر اليوم الجمعة بمدينة سطات إلى مأساة حقيقية، بعد أن سقط عاملان من أعلى واجهة عمارة سكنية بشارع شنقيط، ليسفر الحادث عن وفاة أحدهما متأثرا بجراحه، في حين نجا الآخر بأعجوبة بعدما ظل متشبثا بحبل النجاة.
الواقعة المأساوية حدثت دقائق قبيل صلاة الجمعة، عندما كان العاملان يباشران عملية صباغة واجهة بناية في الطابق الثالث، مستعينين بسرير خشبي معلق بالحبال، قبل أن تنفلت إحدى البراغي المثبتة على القطعة الخشبية، لتتحول اللحظة إلى سقوط صاعق في الفراغ.
الضحية، وهو رب أسرة يعمل في مجال الصباغة، ارتطم بقوة على الأرض وسط ذهول سكان الحي والمارة، وسالت دماؤه في المكان، بينما ظل زميله يتشبث بحبل في محاولة يائسة لتفادي المصير نفسه، وقد نجا فعلاً بعد تدخل بعض الحاضرين.
وقد حضرت إلى عين المكان عناصر الوقاية المدنية ومصالح الأمن الوطني، إلى جانب باشا المدينة، الذي عاين شخصيا موقع الحادث وتفقد وسائل السلامة المستعملة من طرف الضحيتين. وتم فتح تحقيق دقيق للوقوف على ملابسات الحادث، خاصة ما يتعلق بسلامة المعدات وظروف العمل في الورشة.
وفي الوقت الذي نقل فيه العامل المصاب إلى قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني، أعلنت الجهات الطبية عن وفاته لاحقا متأثرا بإصابات خطيرة في الرأس والصدر.
وتعيد هذه الحادثة المؤلمة طرح سؤال السلامة المهنية في مواقع الأشغال، وغياب الرقابة الفعلية على شروط العمل في الورشات التي يسترزق منها الآلاف من المهنيين البسطاء. فهل كان الحادث نتيجة إهمال؟ أم هو نتيجة غياب تجهيزات مؤمنة بشكل كاف؟ الإجابة قد تحملها نتائج التحقيق المرتقب.