اندلعت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي عشية عيد العمال، بعدما ظهرت أستاذة تابعة لإحدى المدارس القروية بجماعة سبت آيت رحو (إقليم خنيفرة) في مقاطع فيديو توثق لحظة صراخها وتوجيهها نداء استغاثة، زاعمة أنها تعرضت رفقة والدتها وشقيقتها لـ”اعتداء جسدي خطير” على يد مجموعة من السكان المحليين.
الأستاذة المعنية أكدت في تصريحات إعلامية أنها كانت في طريقها لجلب الماء من داخلية مدرسية تبعد مسافة عن مقر سكنها، عندما اعترض سبيلها بعض السكان واعتدوا عليها بالضرب، مما تسبب في كسر يد والدتها. كما أوضحت أنها سبق وقدمت شكاية رسمية للنيابة العامة والدرك، قبل عشرين يوما من الحادث، بشأن محاولة اقتحام سكنها الوظيفي، متهمة فيها بعض نفس الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في الفيديوهات الجديدة.
السكان: الأستاذة “تختلق واقعة غير موجودة”
في المقابل، ظهرت نساء من الدوار في فيديوهات مصورة تنفي الرواية تماما،.. مشيرات إلى أن الأستاذة هي من بادرت بالهجوم والسب، و”تمرغت في التراب بنفسها”، حسب تعبير إحداهن. وقالت أخرى: “كانت غاضبة لأن الصهاريج فارغة من الماء، فبدأت تصرخ وتهجم علينا”،.. مضيفة أن الواقعة لا علاقة لها بأي اعتداء جسدي.
الوجه الآخر للقضية جاء من مدير مؤسسة “دار التنمية أعروس”، ياسين أعبي،.. الذي نفى بدوره كل الاتهامات الموجهة إليه،.. مؤكدا أن الأستاذة اقتحمت المؤسسة الجماعية رغم عدم وجود أي صلة تربطها بها،.. بل ورافقت والدتها وأختها إلى مطبخها الخاص. وقال المتحدث إن المؤسسة تتوفر على كاميرات مراقبة وثقت كافة التفاصيل، مضيفا أن الصهاريج كانت فعلا فارغة،.. وأنهم طلبوا من الأستاذة انتظار وصول شاحنة تابعة للجماعة لتعبئتها بالماء.
في خضم هذا السجال، أفادت مصادر نقابية بأن الحادث يعود إلى معاناة الأستاذة مع ظروف العيش الصعبة،.. لا سيما مشكلة الحصول على الماء الصالح للشرب. واعتبرت أن ما وقع “حلقة من مسلسل الإهانة اليومية” التي يعانيها رجال التعليم في القرى، مطالبة بفتح تحقيق نزيه وشامل.
في انتظار كلمة القضاء، يبقى تفريغ محتويات كاميرات المراقبة الفيصل الحقيقي،.. حيث أكد مدير المؤسسة أن كل لحظة موثقة بالصوت والصورة،.. ما سيمكن من كشف ما إذا كانت الأستاذة ضحية عنف فعلي، أم أن الأمر لا يعدو كونه سوء تفاهم تصاعد إلى أزمة.