في مسرح الحياة اليومية بمدينة تمارة، حيث تتشابك خيوط الدراما والملهاة، شهدت خشبة الواقع مشهدا فريدا أثار ضجيجا في الأوساط المحلية. قائد الملحقة الإدارية السابعة، المعروف بصرامته في تحرير الملك العمومي، وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه عندما تلقى صفعة مدوية من سيدة غاضبة، جاءت تستعيد بضاعة صودرت من قريبها البائع المتجول.
المشهد الذي وثقته عدسات الهواتف وانتشر كالنار في الهشيم، أظهر القائد متلقيا الصفعة بصمت مطبق، وكأن لسان حاله يقول: “إذا صفعك أحد على خدك الأيمن، فاعرض له الأيسر”، لكن يبدو أن الأيسر كان محجوزا لصفعة أخرى محتملة.
بعد أن هدأت العاصفة، وتفرق الجمع، فاجأنا القائد باستصدار شهادة طبية تثبت عجزه لمدة ثلاثين يوما. ثلاثون يوما؟! هل كانت الصفعة تحمل في طياتها قوة إعصار، أم أن خد القائد مصنوع من زجاج قابل للكسر؟.
الصحافي يونس دافقير لم يدع الفرصة تمر دون تعليق ساخر، متسائلا: “ماذا تعني 30 يوما من العجز؟ هل هو التعرض لتمزق عضلي في مكان الصفعة؟ أم الضرر الناتج عن عدم استغلال الحنك في السلام والقبل؟ أم عجز عن التعرض للعنف مرة أخرى في نفس المكان؟ الشهادة الطبية لا تشرح لنا ذلك، لذلك يصعب الجزم بموقف في الموضوع. اللي واضح هو أن رمضان كلشي باغي يكون فيه 29 ماشي 30.”
في زوايا المقاهي، وعلى أرصفة الشوارع، تباينت الآراء بين متعاطف مع القائد ومستنكر للموقف. وبين ساخر يرى في الحادثة مسرحية هزلية تستحق الضحك. لكن الجميع اتفق على شيء واحد: أن الشهادات الطبية أصبحت تمنح بسخاء، وكأنها بطاقات دعوة لحفلات العجز الوهمي.
وفي خضم هذا الجدل، يبقى السؤال معلقا في سماء تمارة: هل ستسجل هذه الحادثة في سجلات التاريخ كأول صفعة تسقط قائدا لمدة شهر؟ أم أنها مجرد فاصل كوميدي في مسرحية الحياة اليومية؟.