تراجعت الحركة داخل محطة أولاد زيان بالدار البيضاء إلى مستوى غير مسبوق، في مشهد يصفه العاملون فيه بـ”الصادم”، بعدما كانت تعيش خلال المواسم السابقة على وقع ازدحام لا ينقطع.
في سابقة لم تشهدها المحطة منذ سنوات، وجدت الحافلات نفسها متوقفة لساعات، والسائقون ينتظرون ركابا لا يأتون. لا صفوف، لا تدافع، ولا حجوزات مسبقة كما جرت العادة في مثل هذه الفترات من السنة، خصوصا مع اقتراب عيد الأضحى الذي كان يعتبر موسما ذهبيا لشركات النقل البري.
ركود حاد بمحطة أولاد زيان.. الامتحانات تلغي السفر
الركود الحالي لا يرتبط فقط بإلغاء شعيرة النحر لهذا العام، بل جاء نتيجة تداخل مجموعة من العوامل، من بينها استمرار الامتحانات الدراسية، سواء على مستوى الباكالوريا أو الامتحانات الجامعية، ما جعل الآلاف من الطلبة وأسرهم يؤجلون خطط السفر.
يونس بولاق، رئيس الجامعة المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة للنقل، أكد أن محطة أولاد زيان تعرف تراجعا حادا في الطلب على الرحلات، مضيفا أن ما يحدث هذه الأيام يثير قلقا بالغا في صفوف مهنيي القطاع.
وقال بولاق إن القرار الملكي بإلغاء شعيرة عيد الأضحى، كان له أثر مباشر على سلوكيات المواطنين، حيث كان هذا الحدث يشكل دافعا قويا للعودة إلى الديار أو زيارة الأهل، أما اليوم، فلا سبب ملح للتنقل.
أحد سائقي الحافلات بالمحطة عبر عن استغرابه من هذا الهدوء غير المعهود، وقال: “في مثل هذا الوقت كنا نضطر لتشغيل رحلات إضافية، واليوم ننتظر طوال اليوم دون نتيجة”.
من جهة أخرى، يشكل استمرار الامتحانات النهائية، سواء في التعليم الإعدادي أو الابتدائي أو العالي، أحد العوامل التي كبحت جماح الرغبة في التنقل، حيث اختارت كثير من الأسر البقاء قريبة من مراكز التعليم ومواكبة أطفالها.
وبحسب بولاق، فإن الركود تجاوز الدار البيضاء ليشمل محطات عدة عبر ربوع المملكة، خصوصا مع غياب الحركية التقليدية المرتبطة بالمواسم الدينية.
ولم يغفل بولاق في تصريحه الإشارة إلى مشكل “الكورتية” الذين يستغلون المناسبات لرفع الأسعار وابتزاز المسافرين، داعيا المواطنين إلى اقتناء تذاكرهم من الشبابيك الرسمية لتفادي المضاربة.
المشهد اليوم في محطة أولاد زيان يثير أسئلة حول مستقبل النقل الطرقي في ظل تغير أنماط التنقل، خاصة عندما تتداخل العوامل الاجتماعية والتعليمية والصحية لتعيد تشكيل خريطة السفر في البلاد.