يبدو أن نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، أحد أعرق الأندية في الدوري الإسباني، قد يكون قريبا من دخول مرحلة جديدة تقودها الاستثمارات السعودية، وسط معطيات تؤكد اهتمام صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة بخوض تجربة التملك في النادي، سواء بشكل جزئي أو عبر السيطرة الكاملة.
الخطوة المحتملة تأتي في ظل توتر داخل أروقة النادي، تحديدا في العلاقة بين إدارته وشركة Apollo الأمريكية، أحد الشركاء الاستراتيجيين. وبحسب صحيفة Vozpópuli الإسبانية، فإن الصندوق السعودي باشر فعليا دراسة جدوى الصفقة، مستفيدا من علاقة سابقة تربطه بالنادي عبر عقد الرعاية الذي وقعته شركة “طيران الرياض” الصيف الماضي، لتصبح الراعي الرسمي لملعب “سيفيتاس متروبوليتانو”.
التحركات السعودية لم تأت من فراغ، فقد تحولت الشراكة التجارية بين الجانبين إلى بوابة خلفية لمحادثات استثمارية، تشير مصادر إلى أنها بدأت بشكل أولي، وتهدف إلى تحويل العلاقة من رعاية رمزية إلى استثمار مباشر في رأسمال النادي.
في المقابل، يواجه المدير التنفيذي لأتلتيكو مدريد، ميغيل أنخيل جيل مارين، تحديا كبيرا يتعلق بتأمين تمويل مشروع المدينة الرياضية الجديدة، والذي يقدر بـحوالي 555 مليون يورو. المشروع الطموح، وفقا للتقارير، دفع جيل مارين إلى التفكير في مستقبل النادي بعد مغادرته، وبدأ بالفعل في فتح قنوات حوار مع عدد من المستثمرين، من بينهم ممثلون عن الصندوق السعودي.
اللافت أن الحديث عن استحواذ سعودي كان قد قوبل بالنفي قبل أشهر فقط، حيث نفت “طيران الرياض” في أكتوبر 2024 وجود أي نية لدى الصندوق للتملك، لكن المستجدات الحالية تكشف عن تغيير محتمل في الموقف، ما يطرح تساؤلات حول مدى جدية التوجه الجديد.
حتى اللحظة، لا يوجد أي إعلان رسمي من إدارة النادي أو من الجانب السعودي، غير أن تزايد المؤشرات وتزامن التحركات مع حاجة النادي لسيولة ضخمة، يعزز من فرضية وجود صفقة قيد التشكل في الكواليس.