شهدت المنطقة المحيطة بضريح سيدي عبد الرحمان بعين الذئاب في الدار البيضاء خلال اليومين الماضيين، حملات هدم تستهدف المحلات التي يديرها مشعوذون، في إطار الجهود المتواصلة لمكافحة البناء العشوائي.
وفقًا لمصادر مطلعة، قدم والي جهة الدار البيضاء سطات توجيهات صارمة بشأن هدم جميع البنايات العشوائية، بما في ذلك تلك التي تقع بالقرب من ضريح سيدي عبد الرحمان.
وأوضحت المصادر أن العملية الجارية لن تشمل ضريح سيدي عبد الرحمان نظرا لقيمته التاريخية.
تأتي هذه الحملات في إطار جهود السلطات المحلية بالدار البيضاء لمحاربة البناء غير القانوني وتحرير الملك العمومي. وقد شهدت المدينة عمليات هدم لعدة مبان عشوائية بالإضافة إلى تحرير الفضاءات العامة من التجاوزات.
ضريح سيدي عبد الرحمن
يتمتع ضريح سيدي عبد الرحمـان الكائن في كورنيش عين الدياب بالدار البيضاء بشعبية لدى بعض الفئات الغير متعلمة،.. حيث يشكل وجهة جذب للزوار من هذه العينة. يعتبر هذا الضريح الذي يرقد فيه “الولي الصالح” عبد الرحمان بن الجيلالي، القادم من بغداد، والذي عاش في المغرب خلال القرن السادس الهجري وعاصر العديد الشخصيات الأخرى التي يصفها العامة بـ “الأولياء”.
إقرأ أيضا: الدار البيضاء: هدم عشرات البنايات العشوائية في أكبر عملية منذ سنوات
يتميز الضريح بوقوعه فوق صخرة على ساحل المحيط الأطلسي، مما يجعله نقطة جذب طبيعية للسياح. يعتبر الضريح قبلة للزوار من الفئات الفقيرة والغير متعلمة، الذين يأتون بحثا عن حل لمشاكلهم الاجتماعية.
يحيط بالضريح العديد من المحلات التجارية، حيث تتواجد العديد من النساء على جنباته يقرأن الحظ للزوار والمارة،.. مما يضيف للمكان طابعا غير مريح بالنسبة للزوار الذين يرغبون في زيارة الموقع للاستمتاع بجمالية المكان.
ولقيت أخبار هدم المباني المحيطة بضريح سيدي عبد الرحمان بالكورنيش بعين الدياب بالدار البيضاء استحسانا كبيرا من قبل المواطنين الذين رحبوا بالتدابير الحازمة لمواجهة البناء العشوائي ومكافحة الأعمال التي تتسم بالجهل والخرافة حسب تعبيرهم. وشدد عدد من المواطنين على أهمية التصدي للظواهر السلبية والممارسات الخاطئة، خاصةً تلك المتعلقة بالشعوذة والخرافة. أكد المواطنون على ضرورة مكافحة كل أشكال الجهل والتصدي للمظاهر الضارة للشعوذة والتصدي للممارسات غير القانونية المحيطة بالأماكن الدينية.