في ليلة مأساوية من شهر غشت، شهدت جماعة الدريوش حادثة مؤلمة أودت بحياة طفل يبلغ من العمر ثمانية أشهر، مما أعاد فتح النقاش حول جودة الخدمات الصحية المتاحة في بعض المناطق النائية بالمغرب. الحادثة، التي رواها الناشط خالد بوعقيلي نقلا عن أحد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، تسلط الضوء على واقع مرير يعيشه العديد من المواطنين في ظل نقص الإمكانيات الطبية والكفاءات الضرورية لإنقاذ حياة المرضى.
تفاصيل المأساة: رحلة بحث عن علاج انتهت بالفاجعة
في التاسع من غشت 2024، كانت والدة الطفل، التي تقضي عطلتها الصيفية مع عائلتها في المغرب، تعيش ساعات عصيبة عندما بدأت صحة وليدها تتدهور فجأة. لاحظت الأم أن ابنها يعاني من صعوبة وضيق في التنفس، مما دفعها إلى التوجه فورا إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي في الدريوش بحثا عن مساعدة طبية عاجلة. إلا أن الأم فوجئت برد صادم من حارس المستشفى الذي أخبرها بعدم وجود طبيب لتشخيص حالة ابنها. في لحظة من القلق والاضطراب، قررت الأم التوجه إلى الناظور، على أمل أن تجد هناك العناية الطبية اللازمة لإنقاذ حياة طفلها.
إقرأ أيضا: موعد طبي سنة 2026 لمريض قلب بالرباط.. وإدارة المستشفى توضح
لكن القدر كان أسرع، حيث وافته المنية في الطريق، تاركا عائلته في حالة من الصدمة والحزن العميقين. هذه الحادثة المؤلمة تطرح العديد من التساؤلات حول مدى جاهزية المستشفيات في المناطق النائية مثل الدريوش،.. ومدى كفاية الطواقم الطبية لتلبية احتياجات المواطنين في حالات الطوارئ.
نقص الكوادر الطبية: واقع مؤلم يستدعي التدخل العاجل
تظهر هذه الواقعة المأساوية بوضوح وجود فجوات كبيرة في النظام الصحي في العديد من الأقاليم،.. حيث يعاني العديد من المواطنين من نقص حاد في الخدمات الطبية الأساسية. على الرغم من أن الحكومة المغربية قامت بجهود لتحسين البنية التحتية الصحية،.. إلا أن مثل هذه الحوادث تكشف عن الحاجة الماسة لتعزيز هذه الجهود،.. خاصة في ما يتعلق بتوفير الكوادر الطبية المؤهلة وضمان وجودها في المستشفيات على مدار الساعة.
إن غياب طبيب في مستشفى إقليمي مثل الدريوش، الذي يفترض أن يكون ملاذا آمنا في حالات الطوارئ،.. يطرح أسئلة حول مدى التزام السلطات المحلية والجهوية بتأمين الرعاية الصحية للمواطنين. ويثير أيضا تساؤلات حول توزيع الأطباء والكفاءات الطبية بين الأقاليم والجهات،.. حيث تظل العديد من المناطق على غرار الدريوش تعاني من نقص مزمن في الموارد الطبية.