شهدت مدينة طنجة، مساء الأحد، لحظة مثيرة للانتباه بعدما أقدمت السلطات الأمنية على توقيف مواطن مصري كان وسط الاحتجاجات الشبابية التي خرجت للمطالبة بتحسين جودة الخدمات الاجتماعية.
وبحسب ما أكدته مصادر محلية، فقد تم اقتياد المعني بالأمر من قلب التظاهرات، في وقت ظل يردد مخاطبا عناصر الشرطة: “يا حبيبي أنا بصور بس”. غير أن السلطات اعتبرت الأمر يستدعي التثبت من خلفياته، خصوصا وأنه كان يوثق مختلف أطوار الاحتجاجات بعدسة هاتفه أو كاميرته.
الإجراءات الأمنية، وفق المعطيات المتوفرة، تندرج في إطار التدقيق في دوافع تصويره للأحداث، والتأكد مما إذا كان الأمر يتعلق باستعمال شخصي أو بغرض آخر يرتبط بجهات داخلية أو خارجية. التحقيقات ستركز على معرفة ما إذا كان المواطن المصري قد اكتفى بممارسة فعل عادي كالتصوير، أم أن نشاطه يدخل في سياق أوسع يرتبط بمحاولات استغلال التظاهرات لأهداف غير معلنة.
الاحتجاجات التي شهدتها طنجة، وامتدت صداها إلى مدن مغربية أخرى، تعكس تصاعد مطالب شباب “جيل Z” بضرورة تحسين الخدمات الاجتماعية، وعلى رأسها التعليم والصحة والتشغيل. وقد عرفت هذه التحركات تفاعلا أمنيا حذرا لتفادي أي انزلاقات، مع تشديد المراقبة على محيطها لمنع أي استغلال خارجي.
القضية تطرح من جديد سؤال العلاقة بين الحق في التظاهر السلمي من جهة، وضرورة صون الأمن العام من جهة أخرى، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأجانب يتواجدون في قلب احتجاجات اجتماعية داخلية. وهو ما يجعل التحقيق الجاري مع المواطن المصري محط اهتمام، في انتظار ما ستكشفه نتائجه من معطيات إضافية.