عرفت مدينة طنجة حادثا مثيرا للجدل، بعدما خرج المواطن جواد أفقير، المنحدر من منطقة الريف والمقيم بالمدينة، بتدوينة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كشف فيها تفاصيل ما وصفه بـ”تعنيف خطير” تعرض له داخل دائرة أمنية على يد ضابط شرطة، بسبب طلبه الحديث باللغة الأمازيغية أثناء تحرير محضر رسمي.
وحسب رواية أفقير، فإن الواقعة بدأت عندما طالب بتمكينه من الإدلاء بأقواله بالأمازيغية حتى يكون أكثر دقة في شرح ملابسات نزاع نشب بينه وبين أحد الزبائن. غير أن هذا الطلب، وفق ما أكده، لم يلق تجاوبا، بل تحول إلى نقطة انطلاق لسلسلة من الإهانات والاعتداءات الجسدية والنفسية.
المشتكي أوضح أنه جرد من حريته داخل المكتب الأمني، حيث جرى تقييده في كرسي،.. قبل أن يتعرض للضرب والسب بألفاظ مهينة، لم يسلم منها حتى والدته ومنطقة الريف التي ينحدر منها،.. إلى جانب عبارات وصفت بأنها تمس بالكرامة وباللغة الأمازيغية. وأضاف أنه تعرض للركل والدفع أرضا،.. ما تسبب له في إصابات واضحة وتكسر أظافره، بل إنه اتهم الضابط بمحاولة إطفاء سيجارة في عينه،.. وهو ما اعتبره اعتداء يتجاوز كل الحدود.
وأشار أفقير إلى أن جلسة التعنيف استمرت زهاء ساعتين كاملتين،.. مؤكدا أن “جرمه الوحيد كان الإصرار على ممارسة حقه الدستوري في استعمال لغته الأم”،.. في إشارة إلى الأمازيغية التي يقر الدستور المغربي رسميتها.
وقد أثارت هذه الشهادة ردود فعل واسعة في صفوف جمعيات حقوقية ونشطاء أمازيغ،.. الذين دعوا إلى فتح تحقيق عاجل ونزيه لتحديد المسؤوليات،.. معتبرين أن أي سلوك من هذا النوع يشكل خطرا على صورة المؤسسات الأمنية،.. ويقوض مبدأ المساواة وضمان الكرامة لجميع المواطنين.