أعلنت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، يوم السبت في مدينة فاس، عن إطلاق مشروع طموح يهدف إلى علاج الصدمات النفسية لدى الأطفال، خصوصا أولئك الذين تعرضوا للعنف. يأتي هذا المشروع بالتعاون مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، ويهدف إلى تعزيز الصحة النفسية للأطفال وتقديم الدعم النفسي الملائم لهم. وقد تم الإعلان عن هذه المبادرة خلال منتدى محلي متعدد القطاعات تحت عنوان “نحو رؤية مشتركة للوقاية من العنف لدى الشباب”.
وتحدثت الوزيرة عن الخطط المستقبلية لإنشاء وكالة وطنية لحماية الطفولة، موضحة أن هذه الوكالة ستضطلع بتنسيق جهود جميع الجهات المعنية بحماية الأطفال وتعزيز كفاءة النظام القائم. وأكدت أن حماية الطفولة تعد أولوية وطنية تتطلب تعاونا شاملا من كافة مكونات المجتمع. وأشارت حيار إلى أن الحكومة ملتزمة بمواصلة جهودها لضمان رفاه الأطفال وتوفير بيئة تتيح لهم النمو السليم.
إقرأ أيضا: قضايا الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال تسجل مستويات مخيفة
وأبرزت الوزيرة التقدم الملحوظ الذي حققه المغرب في مجال حماية الأطفال، حيث استفاد من إطار قانوني معزز واستراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى حماية الطفولة. وأوضحت أن هذه الاستراتيجية، التي تتماشى مع النموذج التنموي الجديد للمغرب، تسعى إلى تعزيز مرونة الأسر وتوفير بيئة آمنة للأطفال. كما تعتمد على مقاربة شاملة تشترك فيها مختلف الأطراف، من العائلات والمؤسسات إلى المدارس والإعلام.
وعلى مستوى التطبيق المحلي، شددت الوزيرة على أهمية العمل القريب من الأطفال المعرضين للخطر، حيث تم إنشاء هياكل إقليمية خاصة لحماية الطفولة، بما في ذلك لجان إقليمية برئاسة الولاة والعمال، لتنسيق الجهود محليا. بالإضافة إلى ذلك، في إطار مشروع علاج الصدمات النفسية لدى الأطفال تم تأسيس مراكز دعم ووحدات حماية تقدم خدمات متعددة مثل الاستماع، والتوجيه، والمساعدة الاجتماعية، والعناية النفسية للأطفال وعائلاتهم.
واختتمت الوزيرة بالتأكيد على ضرورة التركيز على الوقاية كجزء أساسي من الاستراتيجية الوطنية، مشيرة إلى أهمية تعزيز مهارات الوالدين وتوعية الرأي العام بخطورة العنف الموجه للأطفال.