يشير الخبراء إلى أن نسيان المفاتيح، ومشاكل التوجيه، وصعوبات لغوية أولية قد تكون علامات إنذار مبكرة للخرف، وهو مرض يصيب حوالي 1.8 مليون شخص في ألمانيا. التقديرات تشير إلى أن هذا العدد قد يرتفع إلى 2.8 مليون بحلول عام 2050، مما يبرز أهمية التشخيص المبكر وفقا لـ “فوكيس أون لاين”.
في حين أن الخرف لا يزال غير قابل للشفاء، يمكن تحسين الأعراض من خلال التدابير الصيدلانية وغير الصيدلانية، كما يؤكد الدكتور يورغن هيرزوغ، طبيب الأعصاب والمدير الطبي للعيادة النهارية للخرف في مستشفى شون كلينيك ميونيخ.
الذكاء الاصطناعي واكتشاف العلامات إنذار مبكرة للخرف
تمكن فريق بحث مجري بقيادة الطبيب النفسي يانوس كالمان من تطوير اختبار جديد يعتمد على تحليل الكلام للكشف المبكر عن خطر الإصابة بالخرف. يعرف هذا الاختبار باسم “تحليلات فجوة الكلام” (S-GAP-Test) ويركز على المعايير الزمنية للكلام مثل سرعة الكلام،.. التردد في الكلام، ومدة التردد، وعدد مرات توقف الكلام مؤقتا.
أوضح كالمان أن هذه المعايير الزمنية لا تعتمد على الثقافة أو التعليم، مما يجعلها أكثر موثوقية. تم تدريب برنامج الذكاء الاصطناعي المستخدم في الاختبار بأصوات كبار السن والمصابين بالخرف، ويكفي أن يكون النص عينة من الكلام مدتها 60 ثانية لتقديم نتائج أولية.
تم تطبيق هذا الاختبار لأول مرة باللغة المجرية في عام 2018،.. وأثبت فعاليته أيضا باللغتين الإنجليزية والألمانية، ويجري حاليا اختباره باللغة الإسبانية. الهدف من الاختبار ليس تقديم تشخيصات مؤكدة، بل إجراء فحص أولي يساعد أطباء الأسرة في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى اختبارات أكثر شمولا للخرف.
عند تشخيص الخرف، يمكن تحسين الأعراض من خلال التدابير الصيدلانية وغير الصيدلانية. حاليا، هناك ثلاثة أنواع من الأدوية المستخدمة كعلاج أساسي: الأدوية المضادة للخرف، مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان. الأدوية الجديدة مثل Lecanemab وDonanemab،.. التي تمت الموافقة عليها في الولايات المتحدة، تعطي الأمل في إبطاء المسار السريري لمرض الخرف.
بالإضافة إلى التدابير الصيدلانية، هناك تدابير غير صيدلانية يقال إنها تساهم في الوقاية من الخرف. يؤكد هيرزوغ أن حوالي 40 بالمائة من عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بالخرف قابلة للتأثير من خلال أسلوب حياة نشط وصحي. تشمل عوامل الخطر القابلة للتعديل: سوء التعليم، فقدان السمع،.. ارتفاع ضغط الدم، إصابات الدماغ، استهلاك الكحول الضار، والسمنة،.. بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل التدخين، والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية،.. والخمول البدني، والسكري، وتلوث الهواء.
يشدد هيرزوغ على أهمية معالجة فقدان السمع المرتبط بالعمر، وتجنب التدخين،.. وتقليل استهلاك الكحول، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.