دارت مناقشات حادة بين ممثل المغرب عمر هلال ونظيره الجزائري داخل قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضية الصحراوية. وجاء هذا السجال بعد أن عبّر السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة،.. عن رفضه لتعزية نظيره الجزائري عمار بن جامع في ضحايا زلزال الحوز، واعتبرها “دموع التماسيح”.
وطالب بن جامع بحق الرد بعد كلمة عمر هلال أمام الجمعية العامة،.. مؤكدا أن هذا الأخير “حرّف” كلمة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في منتدى الأمم المتحدة. كما شدد بن جامع على ملف الصحراء وحق الشعب الصحراوي في إجراء استفتاء تقرير المصير الذي طالب به لنصف قرن،.. معربا عن استيائه من وصف المغرب لجبهة “البوليساريو” بأنها ميليشيات إرهابية.
ورد هلال على كلام بن جامع بدعوته إلى وقف “الادعاء” بالتضامن مع المغرب،.. وأكد أنه لا يمكن أن يذرف الدموع وفي الوقت نفسه يهاجم بلدا آخر. وأضاف أن هذا يعتبر دسا للسم وإهانة للضحايا وللمغاربة، مشيرا إلى أنه يجب فصل التعبير الإنساني عن المطالب الانفصالية.
عمر هلال: المغرب موجود في صحرائه وسيظل
وأكد هلال مجددا أن “مبادرة الحكم الذاتي ضمن سيادة المغرب ووحدة أراضيه هي السبيل الوحيد لحل هذا الصراع الإقليمي المفتعل”. وشدد على أن الأمم المتحدة نفسها لم تعد تتحدث عن استفتاء تقرير المصير الذي تطالب به الجزائر منذ ربع قرن، وأشار إلى أن المغرب موجود في صحرائه وسيظل كذلك.
رفضت المملكة المغربية بشكل رسمي عرض المساعدة الإنسانية الذي تقدمت به الجزائر عقب زلزال الحوز. وقد أثار هذا الرفض توترات دبلوماسية بين البلدين.
تقدمت الجزائر بعرض للمساعدة بعد زلزال الحوز الذي وقع في 11 سبتمبر. وقامت بإعلان استعدادها إرسال رسال ثلاث طائرات إلى المناطق المنكوبة ونشرت صورا لفريق الإنقاذ على وسائل الإعلام. ولكن المغرب رفض هذا العرض بشكل رسمي عبر القنوات الدبلوماسية، مشيرا إلى عدم حاجته لهذه المساعدات.
تمت مناقشة هذا الأمر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أدلى السفير الجزائري بتصريحات حادة انتقد فيها المملكة المغربية واعتبر أنها “حرفت” تصريحات الرئيس الجزائري حول “القضية الصحراوية”.
بالإضافة إلى هذا الجدل حول المساعدات، تم التأكيد من جانب المملكة المغربية على أن مبادرة الحكم الذاتي تظل الحل الوحيد للصراع حول الصحراء، وأنها مستعدة للمضي قدما في هذا الاتجاه.
تتصاعد التوترات بين الجزائر والمغرب بشكل مستمر حيث تتصاعد المناقشات والمشادات الكلامية بين البلدين في المحافل الدولية، ويظل الصراع حول الصحراء واحدا من القضايا الرئيسية التي تعيق التقارب بينهما.