شهدت غابة “33” بضواحي مدينة بوزنيقة صباح اليوم، استنفارا أمنيا غير مسبوق، بعدما نفذت عناصر الدرك الملكي عملية دقيقة أطاحت بعدد من المشتبه فيهم في ترويج المخدرات، وأسفرت عن حجز كميات مهمة من مخدر “الكيف” إلى جانب معدات وأسلحة بيضاء ودراجات نارية غير قانونية.
العملية، التي وصفت بالمحكمة، جاءت بعد أسابيع من التحريات الميدانية والمراقبة المستمرة، إثر توصل مصالح الدرك بمعلومات تفيد بأن بعض أركان الغابة تحولت إلى وكر لتخزين المخدرات وإيواء مروجيها. وبعد تطويق محكم للمنطقة، باغتت العناصر الأمنية المشتبه فيهم الذين حاول بعضهم الفرار وسط المسالك الوعرة، غير أن يقظة الدركيين أفشلت محاولاتهم.
وتمكن التدخل من حجز كميات من “الكيف” كانت معدّة للترويج في الأحياء القريبة، إضافة إلى أربع دراجات نارية تستعمل في توزيع الممنوعات، فضلا عن أسلحة بيضاء وأدوات تستعمل في إعداد وتخزين المواد المخدرة داخل أكواخ عشوائية.
وفي خطوة موازية، أشرف رجال الدرك على هدم تلك الأكواخ التي شيدها المروجون والمتسكعون داخل الغابة، في إطار حملة واسعة لإعادة الطابع البيئي للمكان الذي كان في الآونة الأخيرة مسرحا لمظاهر الفوضى والإجرام.
هذه العملية تندرج ضمن استراتيجية القيادة الجهوية للدرك الملكي بإقليم بنسليمان لمكافحة الجريمة بمختلف أشكالها، خصوصا المرتبطة بالمخدرات في الوسطين القروي والحضري. كما يرتقب أن تباشر النيابة العامة تحقيقاً موسعاً لتحديد باقي المتورطين والكشف عن الامتدادات المحتملة لهذه الشبكة.
وبينما لاقت العملية إشادة واسعة من سكان المنطقة، دعا نشطاء محليون إلى مواصلة مثل هذه الحملات حفاظا على أمن بوزنيقة وصورتها كمدينة هادئة تجمع بين الطبيعة والجاذبية السياحية.