تحول مساء السبت الهادئ بمنطقة ابن جرير إلى مسرح لمطاردة أمنية عنيفة، انتهت بسقوط أحد أخطر المجرمين المعروفين في أوساط الجريمة المنظمة بالمنطقة، الملقب بـ”عنابة”، زعيم عصابة إجرامية كانت وراء سلسلة من السرقات النوعية، التي شملت سرقة المواشي، العربات، واعتداءات جسدية موصوفة بالعنيفة.
المعطيات المتوفرة تشير إلى أن العصابة المكونة من أربعة أفراد، نفذت ساعات فقط قبل توقيف زعيمها، عملية سطو كبيرة استهدفت 21 رأسا من الماشية تعود لأحد الكسابة بدوار اسكورة الحدرة، جماعة أولاد اتميم، صخور الرحامنة، حيث تم الاعتداء على الراعي، وتكبيله بطريقة وحشية قبل رميه في منحدر، ليلوذ الجناة بالفرار على متن سيارة “تويوتا بيكوب”، كانت بدورها مسروقة وتحمل لوحات ترقيم مزورة.
فور توصل مصالح الدرك الملكي بالمعلومة، تحركت فرقة أمنية تابعة للمركز الترابي بابن جرير بسرعة قصوى، لتقود عملية تعقب دقيقة امتدت لساعات، قبل أن يتم رصد السيارة على الطريق المؤدية إلى حي الشعيبات. سائق المركبة –الذي لم يكن سوى “عنابة” نفسه– فقد السيطرة أثناء محاولته الهروب، لترتطم السيارة بعمود كهربائي، في مشهد هوليودي، حاول بعده الجاني الفرار على قدميه، لكنه اصطدم ببسالة العناصر الأمنية، التي تمكنت من توقيفه بعد مواجهة عنيفة.
التحقيق الأولي أفضى إلى حجز كمية من الأدلة التي تثبت النية الإجرامية للعصابة، أبرزها أسلحة بيضاء بأحجام مختلفة، أقنعة، قفازات، آلة لتثبيت لوحات مزورة، إضافة إلى أكياس حجرية، وأعداد أخرى من الصفائح المزوّرة، كانت تستعمل على الأرجح في التمويه.
المشتبه فيه وضع تحت تدبير الحراسة النظرية، بناء على تعليمات صادرة عن النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بمراكش، فيما تتواصل الأبحاث الميدانية والمخابراتية لتحديد هوية باقي أفراد العصابة الذين لا يزالون في حالة فرار.
وتجدر الإشارة إلى أن العصابة الخطيرة كانت تنشط منذ مدة في عدة أقاليم كبرى، شملت سطات، برشيد، مراكش، شيشاوة، الدار البيضاء، والرحامنة، ما يجعل من عملية توقيف “عنابة” نقطة مفصلية في تطويق نشاط شبكة إجرامية عابرة للحدود الإقليمية.