لم تكن حصة الدراسة يوم الخميس الماضي عادية بثانوية تأهيلية بجماعة سيدي المختار التابعة لإقليم شيشاوة، حيث تحولت قاعة الدرس إلى مسرح لاعتداء جسدي ولفظي استهدف أستاذا على يد أحد تلاميذه، في واقعة صادمة أعادت الجدل حول ظاهرة العنف في الوسط المدرسي المغربي.
المعطيات التي حصلت عليها “آنفا نيوز” تفيد أن التلميذ المعني، وهو قاصر يتابع دراسته بالمؤسسة المذكورة، دخل في مشادات كلامية مع الأستاذ سرعان ما تحولت إلى اعتداء مباشر، وسط ذهول باقي التلاميذ داخل الفصل. الضحية، وبعد مغادرته المؤسسة، توجه إلى مركز الدرك الملكي ووضع شكاية رسمية بالحادث.
تفاعل السلطات الأمنية لم يتأخر، إذ انتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى المؤسسة التعليمية، وقامت بإيقاف التلميذ من داخل القسم وهو مصفد اليدين، مما أثار موجة استياء في صفوف زملائه. هؤلاء التلاميذ قرروا الاحتجاج عبر مسيرة عفوية قرب المؤسسة، معبرين عن رفضهم للطريقة التي تم بها اعتقال زميلهم.
وفي تطور لاحق،.. أعطت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بإمنتانوت تعليمات بإيداع التلميذ بمركز لحماية الطفولة بمدينة مراكش،.. إلى حين استكمال البحث التمهيدي واتخاذ القرار المناسب بناء على محاضر الضابطة القضائية.
الواقعة، وإن كانت فردية في ظاهرها، تعكس خللا عميقا في علاقة المؤسسة التربوية بمحيطها،.. وتطرح تساؤلات حول فعالية البرامج الوقائية من العنف داخل المؤسسات التعليمية،.. كما تضع الأسرة، والإدارة التربوية،.. والمجتمع المحلي أمام مسؤولية مشتركة للحد من الانزلاقات التي تنسف جوهر العملية التربوية.