عودة الحياة إلى أم غراس في الحوز بعد الزلزال.. صمود وإرادة لا تنكسر

في أعالي جبال الحوز، وتحديدا في جماعة أم غراس، تعود الحياة تدريجيا إلى طبيعتها رغم الجراح التي خلفها الزلزال العنيف. فالساكنة، التي واجهت المحنة بصبر وعزيمة، استعادت إيقاع حياتها اليومية داخل منازل جديدة أكثر صلابة وقدرة على مقاومة الكوارث الطبيعية.

بفضل جهود السلطات المحلية وتعاون الساكنة، أعيد بناء عدد كبير من المنازل، فيما لا يزال البعض في طور استكمال الأشغال، حيث يجمع السكان بين الدعم الذي وفرته الدولة ومساهماتهم الشخصية لإنجاز مشاريعهم السكنية. وفي هذا الصدد، أكد أحد المواطنين قائلا: “الحمد لله، الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، البعض عاد إلى منزله، والبعض الآخر لا يزال يعمل على إتمام البناء، لكننا جميعا متحدون ونتعاون فيما بيننا”.

جهود الإعمار.. أرقام مشجعة

لجنة اليقظة والتتبع، التي تشرف على إعادة الإعمار بإقليم الحوز، أعلنت عن تحقيق تقدم مهم،.. حيث تم الانتهاء من بناء حوالي 15,100 وحدة سكنية، أي ما يمثل 60% من مجموع المستفيدين،.. ومن المتوقع أن تصل النسبة إلى 80% خلال الشهرين المقبلين. كما تقلص عدد الخيام التي كانت تؤوي المتضررين من 35,500 خيمة إلى حوالي 3,200 فقط،.. وهو ما يعكس التطور الإيجابي في إعادة الإعمار.

رغم هذا التقدم، لا تزال هناك تحديات تواجه عملية إعادة الإعمار،.. أبرزها قلة اليد العاملة وارتفاع تكلفة نقل مواد البناء، إضافة إلى وعورة بعض المسالك الجبلية. ومع ذلك،.. فإن السلطات المحلية تواصل العمل على تذليل هذه الصعوبات،.. حيث تم إيجاد حلول للأسر القاطنة في المناطق الأكثر عرضة للخطر،.. إما بإعادة تأهيل مساكنهم أو نقلهم إلى أماكن أكثر أمانا مع توفير أراض بديلة لهم.