أعلنت شركة شاريوت إنرجي البريطانية، يوم الخميس 25 شتنبر 2025، عن نتائجها الخاصة بالنصف الأول من السنة الجارية، في ظرفية وصفت بالمفصلية بعد أن استعادت الشركة حقوقها الكاملة في مشروع الغاز البحري “أنشوا” قبالة السواحل المغربية. هذه الخطوة، بحسب إدارة الشركة، مثلت نقطة تحول أتاحت وضع خطة جديدة وإعادة هيكلة شاملة لمسارها الاستثماري.
الرئيس التنفيذي للشركة، أدونيس بوروليس، أكد في هذا السياق أن شاريوت تمكنت من تجاوز فترة صعبة، معلنا عن رؤية استراتيجية جديدة تستند إلى خطة عمل تمتد لـ 18 شهرا. وتتضمن هذه الخطة فصل أنشطة الشركة إلى كيانين مستقلين: الأول يركز على الاستكشاف والإنتاج النفطي والغازي، فيما يتجه الثاني نحو مشاريع الطاقات المتجددة.
وعلى مستوى العمليات بالمغرب، تواصل الشركة تقييمها المشترك مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن لتطوير حقل أنشوا في صيغة “معدلة” تستند إلى الموارد المكتشفة، والتي تقدر بحوالي 18 مليار متر مكعب من الغاز. وتراهن الشركة على الانخراط في شراكات جديدة عبر آلية “farm-out” لتمويل استثماراتها في رخص ليكسوس وريصانة ولوكوس.
وتبرز هذه الرخص كأصول استراتيجية، خصوصا رخصة ليكسوس البحرية التي تضم حقل “أنغويل”، حيث تشير التقديرات إلى موارد قابلة للاسترجاع تناهز 14 مليار متر مكعب، مع إمكانية ربطه مباشرة بالبنية التحتية لأنشوا. أما رخصة ريصانة البحرية، المحيطة بليكسوس، فتحتوي على إمكانات أوسع قد تصل إلى عدة تريليونات من الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي وملايين البراميل النفطية. وفي المقابل، توفر رخصة لوكوس البرية، وإن كانت أصغر حجما، فرصة إضافية مع موارد مقدرة بأكثر من 2 مليار متر مكعب، استنادا إلى بيانات حملات الحفر الأخيرة وإعادة تفسير المعطيات الزلزالية.
من الناحية المالية، ما تزال تشاريت تحتفظ بميزانية صحية خالية من الديون، مع سيولة بلغت 5,6 ملايين دولار في 30 يونيو 2025، مقابل 2,9 مليون دولار فقط نهاية 2024. غير أن حاجتها لتمويل مشاريع الغاز دفعتها إلى تسريع البحث عن شركاء قادرين على تحمل جزء من المخاطر المرتبطة بالاستكشاف. وفي الوقت ذاته، تراهن الشركة على قسم الطاقات المتجددة لتعزيز موقعها في سوق الاستثمار الطاقي المستقبلي.
ولا تتوقف رهانات تشاريت بالمغرب عند الغاز وحده، إذ أعلنت أيضا عن مشروع رائد في مجال الهيدروجين الأخضر بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، يهدف إلى تشغيل أول محلل كهربائي بقدرة 1 ميغاواط في موقع الجرف الأصفر، بعد نجاح التجارب الأولية لدى المصنع.
بهذا المسار المزدوج بين الغاز والطاقات النظيفة، تسعى تشاريت إلى تثبيت موقعها كشريك استراتيجي في التحول الطاقي الذي يعرفه المغرب، وتأكيد رهانه على المملكة كسوق واعد يزاوج بين الإمكانات الطبيعية والخيارات الاستثمارية المستقبلية.