لم تكن بداية يوم الأحد 20 أبريل عادية في الحي الحسني بالدار البيضاء، فقد اهتز الحي على وقع فاجعة أليمة حين استقبل المستشفى المحلي جثتين صغيرتين لطفلين رضيعين، توفيا في ظروف غامضة أثناء وجودهما تحت رعاية سيدة خمسينية تدير ما يشبه “حضانة سرية” داخل منزلها.
الرضيع الأول لم يتجاوز عمره ثمانية أشهر، بينما الثاني كان بالكاد يبلغ سنتين. مصادر طبية أكدت أن الطفلين وصلا إلى المستشفى في وضعية صحية حرجة للغاية، ورغم محاولات الطاقم الطبي لإنقاذهما، فقد لفظا أنفاسهما الأخيرة تباعا، وسط صدمة العائلات واستنفار الأطر الصحية.
تحركت عناصر فرقة الشرطة القضائية التابعة لأمن الحي الحسني فورا إلى عين المكان،.. وبتعليمات من النيابة العامة، فتحت تحقيقا دقيقا لكشف ملابسات الحادث. التحقيقات الأولية كشفت معطى خطيرا: السيدة المعنية كانت تستقبل أطفالا بشكل يومي مقابل مقابل مادي،.. دون أن تتوفر على أي ترخيص قانوني، ودون أن تحترم أبسط شروط السلامة الصحية والرقابة المفروضة في مثل هذه الأنشطة.
ولم يقتصر الأمر عند وفاة الطفلين،.. بل تبين خلال المعاينة الأولية أن عددا من الأطفال الآخرين الذين كانوا تحت رعايتها ظهرت عليهم أعراض مقلقة،.. ما دفع السلطات الصحية إلى نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، تحسباً لأي مضاعفات.
وفي انتظار نتائج التشريح الطبي التي ستحدد السبب المباشر لوفاة الطفلين،.. تسابق الأجهزة الأمنية الزمن لاستكمال تحقيق شامل يحدد المسؤوليات،.. ويرسم معالم هذه المأساة التي أعادت إلى الواجهة سؤالا مؤلما: من يحمي الأطفال من مثل هذه الفوضى؟