كشفت التحقيقات الأمنية بفاس عن معطيات صادمة في قضية وفاة شخص يعاني من اضطرابات عقلية، كانت قد روجت في البداية كرواية انتحار بعد مهاجمته أحد جيرانه بالسلاح الأبيض. غير أن تعميق البحث أبان أن الأمر يتعلق بجريمة قتل بشعة أعقبت عملية احتجاز وتعذيب جماعي مارسها عدد من الأشخاص في حق الضحية.
ووفق مصادر مطلعة، فقد تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس من توقيف ثمانية أشخاص متورطين في القضية، أحيلوا على أنظار الوكيل العام للملك الذي بدوره عرضهم على قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة. هذا الأخير قرر إيداعهم سجن بوركايز في انتظار الاستماع التفصيلي إليهم خلال جلسة مرتقبة يوم 23 شتنبر الجاري.
ويواجه الموقوفون تهما ثقيلة تتعلق بـ الضرب والجرح بالسلاح الأبيض المفضي إلى الموت دون نية إحداثه، والاحتجاز، بعدما كشفت الأبحاث أن الضحية لم يضع حدا لحياته كما تم الترويج، بل تعرض لاعتداء جسدي مميت.
القضية تعود إلى تدخل مجموعة من شباب دوار ريافة بمقاطعة جنان الورد، الذين لاحقوا المختل العقلي بعد مهاجمته لجاره بالسلاح الأبيض، ليقوموا بمحاصرته واحتجازه قبل الاعتداء عليه بالضرب بوسائل مختلفة. الاعتداء خلف إصابات بليغة على مستوى جسده، تسببت في وفاته لاحقا بقسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي.
وكانت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المنابر الإلكترونية قد تداولت الرواية الأولى، معتبرة أن الأمر يتعلق باعتداء من المختل على جاره وانتحاره لاحقا، قبل أن تكشف التحريات التي قادتها الفرقة الجنائية الثانية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية زيف تلك المزاعم، مؤكدة أن الضحية وقع فريسة “شرع اليد” الذي أودى بحياته.