شهدت مدينة ميامي بولاية فلوريدا، يوم الاثنين، ميلاد قنصلية عامة جديدة للمغرب، بحضور وازن جمع بين مسؤولين أمريكيين ومنتخبين محليين وممثلين عن الجالية المغربية، في حفل اتسم بالرمزية والدلالة السياسية والثقافية.
هذا الحدث الدبلوماسي ليس مجرد تدشين إداري، بل هو تجسيد عملي للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يؤكد على ضرورة تأمين خدمات قنصلية فعالة وقريبة من المواطن المغربي أينما وجد، ضمن رؤية شمولية لإصلاح السياسات العمومية الموجهة لمغاربة العالم.
في كلمته الافتتاحية، اعتبر يوسف العمراني، سفير المغرب بالولايات المتحدة، أن هذه القنصلية الجديدة ليست فقط إدارة عمومية تقدم خدمات، بل هي “فضاء للإنصات، ورمز قوي للروابط المتينة بين المغرب ومواطنيه”، مضيفا أن هذه المنشأة تكرس إرادة المملكة الصريحة في مواكبة جاليتها بخدمات تتميز بالفعالية والتقارب.
وأوضح العمراني أن قنصلية ميامي تتماشى كليا مع الرؤية الملكية الساعية إلى تعزيز علاقة الثقة واليقين بين الجالية المغربية ووطنها الأم، مؤكدا أن هذه البنية ستساهم في إعادة رسم ملامح علاقة تقوم على المواطنة الكاملة والانتماء الثابت.
من جهتها، شددت القنصل العام شفيقة الهبطي على الطابع العصري للمرفق الجديد، مشيرة إلى أن تصميمه وإدارته يعكسان روحا استشرافية تستحضر التحول الرقمي، حيث باتت الخدمات القنصلية تعتمد على الرقمنة كأساس لتجويد العلاقة مع المواطن.
ولم تغفل الهبطي الإشارة إلى الامتداد الجغرافي الواسع للدائرة القنصلية، والتي تشمل زهاء عشرين ولاية أمريكية، من فلوريدا شرقا إلى كاليفورنيا غربا، ما يمنح هذا المرفق طابعا استراتيجيا لتأطير ودعم الجالية المغربية في الجنوب الأمريكي.