الأكثر مشاهدة

فرحات مهني يحدد موعد إعلان استقلال القبائل ويؤكد: “إذا استعاد المغرب صحراءه، فلن ننتظر نصف قرن آخر”

في خطوة اعتبرها مراقبون تحولا حادا في الخطاب السياسي المغاربي، خرج فرحات مهني، زعيم حركة استقلال منطقة القبائل ورئيس ما يُعرف بـ”الحكومة القبائلية المؤقتة”، بتصريحات قوية أشاد فيها بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير، مؤكدا أنه وضع نهاية نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

مهني، المعروف بمواقفه الحادة تجاه النظام الجزائري، كتب على حسابه بموقع “إكس” أن القرار الأممي “أنهى عقودا من المراوغة السياسية، وأعاد للمغرب حقه المشروع في سيادته على أقاليمه الجنوبية”، واصفا الخطوة بأنها تصحيح لخطأ تاريخي خلفته المرحلة الاستعمارية الفرنسية.

وأضاف أن هذا القرار التاريخي جاء ثمرة لجهود دبلوماسية متواصلة قادها الملك محمد السادس، والتي نالت تقدير المجتمع الدولي، بعدما أصبحت مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب عام 2007 الإطار الواقعي الوحيد للحل.

- Ad -

وفي رسالة تحمل أكثر من دلالة، شبّه مهني ما تحقق للمغرب بما تسعى إليه منطقة القبائل في الجزائر، مشيرا إلى أن الشعب القبائلي “يستحق هو الآخر تصحيح مظلمته التاريخية، واستعادة حقه في تقرير مصيره بعد عقود من التهميش والقمع”.

وأكد أن إعلان استقلال منطقة القبائل المقرر في 14 دجنبر 2025 سيكون “خطوة سيادية كبرى” لتأسيس دولة القبائل الحرة والمستقلة، متعهدا بأن تكون “دولة سلمية ديمقراطية تعيد للشعب صوته الذي صودر منذ 1857، يوم سقطت القبائل في يد فرنسا”.

وكشف مهني أن المؤتمر الاستثنائي لحركة “الماك”، المنعقد في باريس أكتوبر الماضي، صوت بالإجماع لصالح خيار الاستقلال، بعد تجاهل السلطات الجزائرية لرسالته الرسمية التي وجهها إلى الرئيس عبد المجيد تبون في شتنبر الماضي، مطالبا فيها بتنظيم استفتاء سلمي حول مصير المنطقة.

ومن منفاه في العاصمة الفرنسية، لم يتردد زعيم القبائل في اتهام النظام الجزائري بـ”الاستعمار الداخلي” وبأنه “يخشى أي صوت حر”. وقال في حديث صحفي إن “تبون أغلق كل أبواب الحوار، فاختار الشعب القبائلي أن يفتح باب التاريخ”.

ويصف مراقبون هذه الخطوة بأنها أخطر تحد تواجهه وحدة الجزائر الترابية منذ استقلالها سنة 1962، إذ تأتي في ظرف إقليمي حساس، وفي ظل تقارب غير مسبوق بين الرؤية المغربية والدولية لحل قضية الصحراء، ما يزيد من عزلة الموقف الجزائري في شمال إفريقيا.

مهني ختم بيانه بعبارة لافتة: “إذا استعاد المغرب صحراءه بعد نصف قرن من الجدل، فإن القبائل لن تنتظر نصف قرن آخر لتستعيد كرامتها”.

مقالات ذات صلة