الأكثر مشاهدة

خمسيني يوهم المارة بإعاقته ويستغل طفلتين في التسول

كشفت عناصر الشرطة بمدينة العرائش، هذا الأسبوع، فصول عملية تحايل غريبة كان بطلها رجل خمسيني ظل لعدة أشهر يجوب شوارع المدينة متكئا على عكاز، يوهم المارة بأنه مصاب بإعاقة في قدمه، مصطحبا معه طفلتين صغيرتين لكسب عطف الناس واستدرار المساعدات.

التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن بالدائرة الأولى جاءت بعد تلقيها شكايات متعددة من سكان وتجار شارع الحسن الثاني، عبروا فيها عن شكوكهم بخصوص حقيقة الإعاقة التي يدعيها المعني بالأمر، كما استنكروا استغلاله لطفلتين في جولات التسول اليومية.

رجال الأمن راقبوا تحركاته عن كثب، ولاحظوا طريقة استجدائه للمارة بأسلوب يثير الشفقة، قبل أن يتقرر التدخل. المفاجأة التي صدمت المواطنين كانت حينما نهض الرجل واقفا دون صعوبة أثناء توقيفه، متخليا عن العكاز الذي كان يتظاهر بالاعتماد عليه. هذا المشهد عزز الشكوك حول نواياه ونيته الواضحة في التحايل.

- Ad -

وبتعليمات من النيابة العامة، وضع المعني رهن تدبير الحراسة النظرية في انتظار تحديد هويته بدقة والتحقيق معه حول صلته بالطفلتين، بالإضافة إلى ملابسات نشاطه المثير للشبهات. كما خضعت الطفلتان للاستماع بحضور ممثل النيابة ومندوب عن مصلحة حماية الطفولة.

وحسب مصدر أمني مطلع، ينتظر أن تتم إحالة المتهم على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالعرائش، الذي يرجح أن يأمر بمتابعته في حالة اعتقال، خصوصا أن الأفعال المنسوبة إليه تندرج ضمن جرائم النصب واستغلال القاصرين، وهو ما يعاقب عليه القانون المغربي في الفصلين 540 و467 بعقوبات حبسية قد تصل إلى خمس سنوات، وغرامة مالية قد تبلغ 5000 درهم.

وفي ما يخص مصير الطفلتين، علمت “آنفا نيوز” أن وكيل الملك أمر بإيداعهما مؤقتا بمركز لحماية الطفولة بالمدينة، على أن يخضعا للرعاية النفسية والاجتماعية الضرورية، في انتظار اتخاذ القرارات الملائمة لضمان سلامتهما ومصلحتهما الفضلى.

القضية فتحت مجددا النقاش حول تنامي ظاهرة التسول المنظم واستغلال الأطفال في عمليات احتيالية تمتهن استدرار العطف، وتخفي وراءها شبكات قد تكون أكبر من مجرد حالات فردية.

مقالات ذات صلة