لم تخل الجلسة الثالثة من الدورة العادية للمجلس الجماعي بمدينة القنيطرة، التي انعقدت يوم أمس الإثنين، من التوتر والفوضى، بعدما تحولت من نقاش سياسي إلى مشادات كلامية حادة انتهت بعراك بالأيدي بين المستشار الجماعي عبد العالي فراح المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، وكاتب المجلس أحمد باحنايك، في واقعة أثارت صدمة بين الحاضرين والمتتبعين للشأن المحلي.
الجلسة التي سبق تأجيلها مرتين بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، انطلقت وسط أجواء مشحونة، بعدما طرح مجددا ملف غياب بعض الأعضاء المتكرر عن حضور الدورات، وهو موضوع أثار جدلا واسعا داخل القاعة وخارجها، خاصة في أوساط المواطنين الذين اعتبروا أن التغيب المتكرر للمنتخبين يعطل مصالح المدينة ويضعف الثقة في المؤسسة التمثيلية.
وتطور النقاش، بحسب شهود عيان، إلى ملاسنات حادة بين فراح وباحنايك، سرعان ما تحولت إلى اشتباك بالأيدي وتبادل للاتهامات والسباب، ما خلق حالة من الفوضى داخل القاعة وأجبر رئيس الجلسة على رفعها مؤقتا وسط تذمر الحاضرين واستنكار المتتبعين.
واعتبر عدد من الفاعلين المحليين أن ما جرى داخل المجلس يعكس أزمة عميقة في التواصل السياسي والتدبير الجماعي، مشيرين إلى أن غياب الانضباط والحوار البناء بات يهدد السير العادي لأشغال المجلس، ويسيء إلى صورة المنتخب المحلي أمام الرأي العام.
من جهة أخرى، دعا مواطنون القنيطريون إلى إعادة الاعتبار للمجالس المنتخبة كفضاء للحوار الديمقراطي وليس لتصفية الحسابات الشخصية أو الحزبية، مؤكدين أن مثل هذه السلوكات تفقد المواطن ثقته في المؤسسات المنتخبة وتكرس صورة سلبية عن العمل السياسي المحلي.