انطلقت حملة أمنية دقيقة بمدينة القصر الكبير بعد انتشار مقطع فيديو صادم يظهر مجموعة من الشبان يحملون سيوفا في قلب حي النهضة، في مشهد أثار ذعر السكان وغضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تمكنت عناصر الشرطة بسرعة من توقيف شابين في العشرينيات من العمر، تبين لاحقا أنهما من ذوي السوابق القضائية، بينما لا يزال شريكهما الثالث في حالة فرار.
التحقيقات الأمنية، التي باشرتها المصالح المختصة مباشرة بعد ظهور الفيديو، أفضت إلى تحديد هوية المشتبه فيهم في وقت قياسي، لتتم مداهمة أماكن ترددهم وتوقيف اثنين منهم. وقد كشفت التحريات الأولية أن ما جرى لا يتعلق بعملية سرقة أو اعتداء عرضي، بل هو نتيجة خلاف قديم بين عائلتين يقطنان في نفس الحي، نشب قبل شهرين تقريبا بسبب مشاكل الجوار.
ذلك الخلاف الصامت تحول إلى نزاع دموي حين قرر أفراد من الطرفين تصفية الحسابات بالسيوف أمام أعين السكان،.. دون أدنى اعتبار لخطورة ما يفعلونه أو لعواقبه القانونية. الفيديو، الذي جرى تداوله على نطاق واسع،.. وثق لحظات من الرعب كادت أن تؤدي إلى كارثة لولا تدخل الجيران وتدخل السلطات.
ووفقا للمعطيات المتوفرة، تم وضع الشابين الموقوفين رهن الحراسة النظرية،.. تنفيذا لتعليمات النيابة العامة المختصة،.. في انتظار تعميق البحث وعرضهما على أنظار القضاء لتحديد مسؤوليتهما الكاملة في الواقعة. في حين ما زالت الأبحاث جارية لإيقاف الشاب الثالث المتورط، الذي يجري البحث عنه بناء على معلومات دقيقة.
الشارع المحلي بالقصر الكبير استعاد هدوءه،.. لكن الحادثة فتحت الباب مجددا على النقاش حول تصاعد العنف بين الشباب واستعمال الأسلحة البيضاء،.. لا سيما في الأحياء الشعبية، في ظل تساؤلات حارقة حول أسباب انتشار هذه الظواهر ودور الأسرة والمجتمع في محاصرتها.