هز مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الثلاثاء 8 شتنبر، مشاعر الرأي العام بمدينة الدار البيضاء وخارجها، بعدما أظهر طفلة صغيرة تحمل آثار عنف وحروق في أنحاء متفرقة من جسدها، مرفوقا بتعليق صوتي يزعم تعرضها للتعنيف على يد والدتها.
وأعلنت ولاية أمن الدار البيضاء أنها تفاعلت بسرعة وجدية بالغة مع مضمون الفيديو، حيث باشرت أبحاثا دقيقة أفضت إلى تحديد هوية المشتبه فيها، وهي والدة الطفلة، إلى جانب شخص على علاقة غير شرعية بها. وقد تم توقيفهما في منطقة الألفة بالعاصمة الاقتصادية، ويبلغان من العمر 28 و33 سنة.
وبالتوازي مع عملية التوقيف، سارعت السلطات الأمنية إلى تفعيل بروتوكول حماية الطفولة المعتمد في مثل هذه الحالات الحرجة. وتولت خلية التكفل بالقاصرين ضحايا العنف نقل الطفلة، البالغة من العمر خمس سنوات، إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية، فضلا عن إخضاعها لمواكبة نفسية واجتماعية مكثفة، بما يضمن لها الأمان والدعم في هذه المرحلة الحساسة.
وأكدت مصالح الأمن أن المشتبه فيهما وضعا تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل الكشف عن كافة تفاصيل وملابسات الواقعة، بما في ذلك الخلفيات الحقيقية وراء تصوير الشريط ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
القضية أعادت إلى الواجهة النقاش المجتمعي حول ظاهرة العنف الأسري ضد الأطفال، وضرورة تعزيز آليات الحماية الاجتماعية والتنسيق بين السلطات القضائية والأمنية والهياكل المتخصصة في حماية القاصرين. كما أبرزت سرعة التحرك الأمني وأهمية التبليغ الفوري في حماية أرواح الصغار وحقوقهم.