في بلاد العسكر والمناورات السياسية وشبه العسكرية لا يتصدر الأحداث سوى ما يقرره النظام وما تراه النخبة الحاكمة بقيادة شنقريحة، ومجموعته يستحق الاهتمام. ولكن ما العمل عندما تنعدم الأحداث التي يمكن تسليط الضوء عليها لتشغل الناعورة السياسية؟
الجواب بسيط: تصنع دولة العسكر من أي شيء حدثا، ثم تدور ماكينة الدعاية لتروجه للاستهلاك الداخلي وأحيانا الخارجي. هذا ما حدث مؤخرا مع إعلان عطلة الموظفين بمناسبة عيد الأضحى. ولأن النظام يسعى دائما لتحسين صورته أمام المواطنين،.. أعلنت بلاد العسكر وشبه العسكرية بفخر أن أيام الأحد والاثنين والثلاثاء الموافق 16 و17 و18 يونيو ستكون عطلة مدفوعة الأجر لجميع مستخدمي الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة في جميع القطاعات.
لكن السؤال الذي يطرحه المواطنون العقلاء: ما الجديد أو العنصر الإخباري في كون موظفي الدولة سوف يتقاضون أجورهم عن أيام العطل الرسمية؟
في الجزائر، على عهد العسكر، لا يجب أن تكون سويا كي يبدو لك كل شيء مثيرا وأنت تتمتع بدهشة الأطفال الأغبياء وليس الطبيعيين. وفي خطوة تبرز هذا النهج،.. تطلب الإعلان عن هذا “الحدث العظيم” بيانا مشتركا بين وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي والمديرية العامة للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري.
إقرأ أيضا : تبون يطلق تصريحات عدائية تجاه الإمارات.. ويجدد التأكيد على معاداة وحدة المغرب
وهذا يعني عمليا أن ثلاث مؤسسات حكومية تجندت عن بكرة أبيها لتعلن لشريحة من المواطنين،.. وهم موظفو الإدارات العمومية، أنهم سوف يتلقون أجورهم عن 3 أيام من عيد الأضحى المبارك. هذه الخطوة تعكس بوضوح مدى الاستعداد لتضخيم الأحداث البسيطة وتقديمها كإنجازات عظيمة للنظام. وهكذا،.. في ظل غياب الأحداث الحقيقية، يتم تصنيع الأحداث لتبدو وكأنها إنجازات تستحق الاحتفاء. مبروك تريليون،.. عيد مبارك لكل الموظفين، تعيدوا وتخلصوا.