في حادثة صادمة هزت سكان حي الخربة بمدينة طنجة مساء السبت، أقدمت سيدة منقبة على تنفيذ عملية سرقة غريبة استهدفت منزلا تقطنه سيدة مسنة وزوجها، مستخدمة حيلة ماكرة مكنتها من اقتحام البيت دون إثارة الشبهات.
وحسب المعطيات الأولية، فإن الجانية طرقت باب المنزل حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء، وقدمت نفسها للضحية على أنها “صديقة قديمة” جاءت للزيارة. وبرغم ملامح الغموض التي غلفت وجهها، إلا أن طيبة السيدة المسنة دفعتها إلى الترحيب بها وفتح الباب، دون أن تدرك أنها أمام لصة محترفة بخطة محكمة.
وبمجرد دخولها المنزل، استغلت المشتبه فيها فرصة انفرادها بالضحية لتخديرها بطريقة لا تزال مجهولة التفاصيل، ثم شرعت في تنفيذ السرقة بهدوء، حيث استولت على مبلغ مالي ضخم يقدر بنحو 11 مليون سنتيم، قبل أن تفر نحو وجهة مجهولة تاركة وراءها جريمة محكمة التخطيط.
الواقعة أثارت استنفارا أمنيا واسعا، إذ انتقلت عناصر الشرطة العلمية التابعة لولاية أمن طنجة إلى عين المكان، وشرعت في رفع البصمات وجمع الأدلة الجنائية، فيما استعانت الأجهزة الأمنية بكاميرات المراقبة المنتشرة بالحي لتحديد مسار هروب الجانية. وتشير المعطيات الأولية إلى أن الملثمة ظهرت في إحدى اللقطات وهي تغادر الأزقة المجاورة بخطوات سريعة ومرتبة، ما يرجّح أن العملية لم تكن عشوائية.
وتواصل المصالح الأمنية تحقيقاتها تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل كشف هوية الفاعلة وتوقيفها، في وقت يعيش فيه الحي حالة من القلق والترقب بعد الحادث الذي كشف هشاشة الثقة بين الجيران، وأعاد النقاش حول ظاهرة النصب والاحتيال بأساليب “أنثوية” متقنة.


