ما كان من المفترض أن يكون يوما للرحمة والرعاية الصحية للفئات المهمشة في تغزوت نايت عطا، تحول فجأة إلى عرض مجاني للإهانات اللفظية والتصرفات السلطوية التي عادت لتذكر المغاربة بوجه متجهم للسلطة لم يعد مرحبا به في مغرب اليوم.
في قلب قافلة طبية نظمت لتقريب العلاج من ساكنة تنغير، خطف قائد محلي الأضواء من الأطباء والممرضين،.. ليس بحرصه على النظام، بل بطريقة إدارته للموقف التي وصفت بـ”الاستفزازية”. فقد التقطت عدسة أحد الحاضرين لحظة صراخه على المواطنين، ونعته لأحدهم بوصف “الحمار”، في مشهد هز كرامة الحاضرين أكثر مما خفف عنهم من آلام المرض.
هذه الواقعة أثارت سخطا عارما، لأن المكان والظرف لا يسمحان بمثل هذه الانفعالات. فالقافلة الصحية جاءت لأجل من هم في أمس الحاجة إلى العناية، لا إلى الإذلال.
النشطاء المحليون دعوا إلى مساءلة هذا السلوك الذي وصفوه بـ”التمييزي”،.. مطالبين بمحاسبة من يسيء استعمال السلطة. فكرامة المواطن، كما قال أحدهم، لا يجوز أن تدهس تحت شعار “حفظ النظام”.
ويبقى السؤال معلقا: من سيداوي جراح الكرامة حين يكون الدواء نفسه مصحوبا بالاحتقار؟