في مشهد مأساوي هز ولاية المسيلة الجزائرية، أسدل الستار على حلم كان يحمله المهندس والمخترع الجزائري دوغة يزيد، بعدما فارق الحياة إثر سقوط طائرة يدوية الصنع بناها بجهود شخصية وكان يختبرها مساء الاثنين 30 يونيو.
الخبر، الذي تناقلته وسائل الإعلام وصفحات محلية، عاد ليتصدر النقاش من جديد بعد كشف معطيات إضافية بشأن ظروف الحادث، وسط تساؤلات عن غياب الدعم الرسمي لمشاريع الابتكار الفردي.
دوغة يزيد، الذي عرف في منطقته كشغوف بالطيران والتصميم الميكانيكي، كان قد دخل في غيبوبة داخل قسم الإنعاش بمستشفى المسيلة بعد إصابته بجروح خطيرة في أنحاء متفرقة من جسده، جراء سقوط الطائرة التي صنعها بإمكانياته الخاصة. وبعد ساعات من الصمت والانتظار، نقل نبأ وفاته صباح الثلاثاء، ما خلف حالة من الحزن الكبير في أوساط من تابعوا مغامرته الفريدة.
ووفق بيان رسمي للحماية المدنية، فقد تدخلت عناصر الإنقاذ حوالي الساعة السابعة والنصف مساء عقب سقوط الطائرة بمنطقة أولاد منصور. وتمكنت الفرق من انتشال الضحية حيا، قبل أن يسلم الروح متأثرا بالإصابات البليغة.
الراحل لم يكن مجرد هاو، بل شخصية جمعت بين حب العلم وجرأة التنفيذ، وقد تحولت قصته إلى رمز للتحدي لدى كثير من الشباب الذين رأوا فيه نموذجا للإبداع الفردي رغم قلة الإمكانيات.
وعلى هامش هذه الفاجعة، تعالت أصوات تطالب بإعادة النظر في كيفية دعم الطاقات المبتكرة، خصوصا تلك التي تسير خارج المؤسسات الرسمية. فهل كان بالإمكان إنقاذ هذا الحلم لو وجدت مثل هذه المبادرات احتضانا مؤسساتيا؟ وهل ستدفع هذه الحادثة السلطات إلى إعادة الاعتبار للمخترعين الشباب قبل أن تخنقهم أحلامهم؟