في صورة أثارت اهتماما واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، ظهرت الشابة المغربية غزلان، وهي من ذوي الإعاقة، مبتسمة وهي تجلس على كرسيها المتحرك لدى وصولها إلى ميناء أرثيسيفي في جزيرة لانزاروتي الإسبانية. هذه الابتسامة، التي بدت بسيطة لكنها حملت في طياتها الكثير من الدلالات، لفتت انتباه النشطاء الذين أجروا تحليلات رمزية حول قوتها وصمودها.
وحسب وكالة الأنباء الإسبانية “إفي”، وصلت غزلان يوم الثلاثاء الماضي على متن قارب مطاطي كان يحمل حوالي 40 مهاجرا، انطلق من مدينة أكادير المغربية في رحلة استمرت ثلاثة أيام قبل أن يتم إنقاذهم قبالة السواحل الإسبانية. ونظرا لوضعها الصحي، تلقت المساعدة من متطوعي الصليب الأحمر للنزول من القارب، حيث كان في انتظارها كرسي متحرك لتسهيل حركتها.
وعلى الرغم من إعاقتها التي ترافقتها منذ طفولتها بعد حادث سير أودى بساقيها حين كانت في سن الرابعة، استقبلت غزلان رحلتها إلى لانزاروتي بمعطف أزرق داكن وابتسامة عريضة تعكس قوة إرادتها. وأكد أحد المسعفين لوكالة “إفي” أن فرحتها كانت واضحة للجميع، وأن ركاب القارب حرصوا على تقديم الدعم والرعاية لها.
ولم تحتاج غزلان إلى نقلها للمستشفى، على عكس ثلاثة من المهاجرين الآخرين الذين جرى تقديم الإسعافات لهم في مستشفى “الدكتور خوسيه مولينا أروسا”. وتم توفير كرسي متحرك لها من قبل الصليب الأحمر، وتم إيواؤها في مركز استقبال تديره منظمة “أكسيم” في لانزاروتي، حيث ستنتقل لاحقا إلى مكان آخر خلال الأيام المقبلة.
وتبقى خلف غزلان تفاصيل رحلتها من الدار البيضاء، حيث تقيم مع والدتها، إلى أكادير غير معلومة، إلى جانب مصير كرسيها المتحرك الذي تركته وراءها. وتشير المصادر إلى أن غزلان كانت تعيش على دعم جيرانها، لكنها قررت مع ابنة عمها خوض هذه الرحلة الخطرة بهدف تقديم المساعدة لوالدتها المقيمة في إسبانيا، في ظل غياب الدعم المحلي.
وعلى متن القارب نفسه، كان هناك 39 مهاجرا آخرين، منهم 31 رجلا و8 نساء من دول شمال إفريقيا، بالإضافة إلى 6 من جنوب الصحراء، من بينهم ستة قاصرين.