طوت محكمة الاستئناف بمدينة بني ملال، فصلا مؤلما من قضية هزت الرأي العام الوطني، بعدما أصدرت حكما يقضي بسجن مفتش شرطة لمدة 25 سنة نافذة، إثر إدانته بتهمة قتل الممرضة فاطمة أكنوز، المنحدرة من مدينة خنيفرة، في واقعة أثارت تعاطفا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء الحكم بعد جلسات مطولة استمعت خلالها الهيئة القضائية إلى المرافعات النهائية ومواجهة المتهم بالأدلة الدامغة والقرائن التقنية التي قادت إلى ثبوت تورطه في الجريمة. وقد تفاعلت القاعة بصدمة مع لحظة النطق بالحكم، خصوصا بحضور أسرة الضحية التي تابعت أطوار المحاكمة بقلوب مثقلة بالحزن والأسى.
القضية تعود إلى الأيام الأولى من اكتشاف الجريمة، حين تم العثور على جثة الممرضة داخل منزلها، لتبدأ التحقيقات التي رجحت في البداية فرضية الاختناق بالغاز. غير أن التحريات الدقيقة، مدعومة بالتشريح الطبي وتقارير الخبرة، كشفت عن وجود شبهة جنائية قوية غيرت مسار القضية بالكامل، لتقود في النهاية إلى توقيف مفتش الشرطة المشتبه به.
القضية، التي تجاوز صداها حدود خنيفرة، أعادت إلى الواجهة نقاشا واسعا حول العنف ضد النساء وأهمية تعزيز الثقة في العدالة المغربية، خصوصا حين يتعلق الأمر بمتهمين ينتمون إلى مؤسسات أمنية يفترض فيها حماية المواطنين.


