تتسارع خطوات المغرب نحو التحول إلى قوة صناعية إقليمية في مجال الطيران، حيث كشف وزير الصناعة والتجارة رياض مزور عن أرقام لافتة تؤكد الصعود المتواصل لهذا القطاع الحيوي.
ففي تصريح لصحيفة “لوبوان” الفرنسية على هامش معرض باريس الدولي للطيران، أوضح مزور أن المملكة باتت تحتضن أكثر من 150 شركة متخصصة في الصناعات الجوية، موزعة بين الدار البيضاء وطنجة والرباط وفاس، وتشغل حوالي 26 ألف عامل دائم.
القطاع الذي حقق رقما معاملات يفوق 2.5 مليار يورو سنويا، يتركز نشاطه أساسا في تصنيع الهياكل، وأنظمة الأسلاك، والمقصورات الداخلية للطائرات. كما أشار الوزير إلى أن المملكة لا تكتفي بالإنتاج بل تتجه نحو التوسع النوعي، بإضافة أنشطة جديدة تشمل تصميم مقصورات الركاب وصناعة أجهزة الهبوط.
وفي خطوة استراتيجية، عاد مزور إلى الاتفاق الموقع بين الخطوط الملكية المغربية ومجموعة “سافران” الفرنسية، والذي تم توسيعه خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر 2024 ليشمل محركات الجيل الجديد “CFM-Leap”.
عيون على تجميع الطائرات
أما على صعيد الكفاءات البشرية، فقد شدد الوزير على أن المغرب بات يكون أزيد من 23 ألف مهندس سنويا، من بينهم 400 يتوجهون نحو صناعة الطيران، وهو ما يعزز جاذبية المملكة لدى المستثمرين، خاصة مع تكاليف إنتاج تنافسية لا تتعدى 25 يورو للساعة مقابل أزيد من 100 يورو في أوروبا.
ولم يخف الوزير طموحات المملكة نحو امتلاك سلسلة إنتاج متكاملة للطائرات التجارية، مشيرا إلى أن المغرب يعمل على إرساء الأسس لتوفير خط تجميع نهائي في غضون عشر سنوات، مما سيجعل المملكة من بين القلائل الذين يملكون هذه القدرة الصناعية عالميا.
من جهة أخرى، كشف مزور أن الخطوط الملكية المغربية تدرس حاليا اقتناء طائرات جديدة، وتضع ضمن اهتماماتها طائرة A220 من إيرباص، التي تناسب طبيعة الشبكة الأوروبية للشركة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التوجه الصناعي يتعزز أيضا من خلال الاتفاقية الأخيرة الموقعة بين شركة “بوينغ” الأمريكية و”كازابلانكا أيرونوتيك”، الفرع المغربي لمجموعة “فيجاك أيرو” الفرنسية، لإنتاج قطع خاصة بطراز 737 ماكس، في خطوة تؤكد الرهان الأمريكي على سلاسل الإمداد المغربية.