الأكثر مشاهدة

قمة بروكسل.. الاتحاد الأوروبي يسعى لقوانين صارمة وتسريع الترحيل

في خطوة حاسمة خلال قمة بروكسل، رفعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي صوتها مجددا ضد الهجرة غير الشرعية، مشددة على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لتسريع عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين. القمة، التي جرت يوم الخميس، انتهت بتوصيات عاجلة بشأن الحاجة إلى إطار قانوني يضمن تسهيل وتسريع عمليات العودة إلى بلدانهم.

وأعربت الدول الأعضاء عن ضرورة التحرك السريع في هذا الشأن،.. حيث دعا المجلس الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات على مختلف المستويات لتفعيل عمليات العودة من الاتحاد الأوروبي. وقد تم تكليف المفوضية الأوروبية بتقديم مقترح تشريعي جديد في أسرع وقت ممكن، وهو ما تولته رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين التي تقدمت بمشروع قانون جديد يوم الاثنين، دون تحديد جدول زمني واضح لاعتماده.

خلافات أوروبية حادة في قمة بروكسل


ورغم التوافق العام على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية،.. إلا أن الخلافات بين الدول الأوروبية ظهرت بشكل جلي خلال المناقشات. كان اقتراح إنشاء “مراكز العودة” أحد أكثر المواضيع المثيرة للجدل،.. حيث يتم بموجب هذا المقترح نقل المهاجرين إلى مراكز استقبال في دول خارج الاتحاد الأوروبي. وقد بدأ تنفيذ هذا الإجراء في إيطاليا التي أرسلت أول دفعة من المهاجرين إلى ألبانيا، وهو ما لقي اعتراضًا من بعض القادة الأوروبيين.

- Ad -

أثار اقتراح “مراكز العودة” انتقادات واسعة. فقد اعتبر رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز،.. أن هذه المراكز “لا تقدم حلولا حقيقية، بل تخلق مشاكل جديدة”. بينما اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن الحد من الهجرة غير النظامية يجب أن يكون أولوية، مع الحفاظ على الاتحاد الأوروبي مفتوحا أمام العمالة الماهرة.

وقد جاء هذا الجدل وسط محاولات إيطاليا بقيادة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني،.. زعيمة حزب اليمين المتطرف “إخوة إيطاليا”، لتطبيق اتفاق مع ألبانيا. ورغم هذه المحاولات،.. انتقد مسؤولون أوروبيون، من بينهم شولتس ورئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، هذه المراكز واعتبروها غير فعالة وتكلفتها باهظة.

تباينت وجهات النظر حول كيفية التعامل مع المهاجرين غير النظاميين بين الدول الأعضاء، إذ تعارض إسبانيا هذا النهج بشدة، في حين دعت فرنسا إلى “تشجيع العودة عندما تكون الظروف مواتية” بدلا من الترحيل القسري إلى مراكز في دول خارج الاتحاد.

وأشار أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إلى أن المناقشات كانت “غامضة” ولا توجد خطة واضحة بشأن هذه المراكز،.. مع توقعات بعدم الخروج بقرارات كبيرة في هذه القمة.

التيار اليميني يضغط على الحكومات الأوروبية

يأتي هذا الجدل في وقت يتصاعد فيه نفوذ الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا،.. حيث دفعت هذه القوى القضايا المتعلقة بالهجرة إلى صدارة الأجندة السياسية. زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبن، التي حضرت اجتماعًا في بروكسل،.. عبرت عن ارتياحها لأن “الاتحاد الأوروبي بدأ يسمع ما كنا نقوله منذ سنوات”.

في ظل هذا المناخ السياسي المتغير، تواجه الحكومات الأوروبية ضغوطا كبيرة لإعادة النظر في سياساتها تجاه الهجرة. وقد قدمت أورسولا فون دير لايين اقتراحا بتحديث “توجيهات العودة” الصادرة عام 2008،.. بهدف تسهيل عمليات الترحيل على الحدود،.. وهي خطوة تعتبر جزءا من الجهود المبذولة لمواءمة السياسات الأوروبية مع التحولات السياسية المتزايدة نحو اليمين.

إقرا أيضا :دي ميستورا يثير الجدل بمقترح تقسيم الصحراء والمغرب يرفض بشكل قاطع

مقالات ذات صلة