أكدت كازاخستان دعمه الصريح للوحدة الترابية للمغرب، مشيدة بمبادرة الحكم الذاتي كحل جاد وذي مصداقية لحل النزاع حول الصحراء المغربية. جاء ذلك في بيان مشترك وقعه نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكازاخي، مراد نورتيليو، ونظيره المغربي ناصر بوريطة، عقب مباحثاتهما الرسمية بالرباط.
وأوضح البيان أن كازاخستان تنضم إلى الدعم الدولي الواسع الذي تحظى به مبادرة الحكم الذاتي، معتبرة إياها الإطار الوحيد القادر على إنهاء هذا النزاع الإقليمي. كما أشاد الوزير الكازاخي بالجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لإيجاد حل سياسي يتماشى مع قرارات مجلس الأمن.
إشادة كازاخستان بالدور القيادي للمغرب والملك محمد السادس
لم يقتصر الدعم الكازاخي على قضية الصحراء المغربية، بل امتد ليشمل مبادرات المملكة في مختلف القضايا الإقليمية والدولية. فقد ثمن المسؤول الكازاخي المبادرات التنموية التي أطلقها الملك محمد السادس، وعلى رأسها مبادرة المحيط الأطلسي التي تهدف إلى تمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط، وتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة. كما أشاد بمشروع أنبوب الغاز إفريقيا-الأطلسي، مؤكدا دوره في تعزيز التنمية الاقتصادية داخل القارة وتحقيق رفاهية الشعوب الأفريقية.
إلى جانب ذلك، عبر الوزير الكازاخي عن تقديره للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يقودها العاهل المغربي، مشيرا إلى أن المغرب أصبح نموذجا يحتذى به في التنمية والاستقرار. كما أثنى على الإصلاحات الجارية في مدونة الأسرة، والتي تهدف إلى تعزيز حقوق النساء والأطفال والحفاظ على استقرار الأسر المغربية.
إشادة بالمغرب في المجال الرياضي والدعم الإنساني
لم تغب الإنجازات الرياضية عن البيان المشترك، حيث هنأت كازاخستان المغرب على فوزه بشرف تنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، معتبرةً ذلك تتويجا لمكانة المملكة المتقدمة في الساحة الرياضية العالمية.
وفي سياق آخر، أشاد الوزير الكازاخي بدور الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في دعم القضية الفلسطينية، منوهًا بجهود وكالة بيت مال القدس في تنفيذ مشاريع تنموية لصالح سكان المدينة المقدسة. كما نوه بالمساعدات الإنسانية التي أمر بها العاهل المغربي لصالح الفلسطينيين في غزة والقدس.
وأكد الجانبان على ضرورة الالتزام بحل الدولتين، مع إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، كما رحبا بوقف إطلاق النار في غزة وأكدا أهمية استمرار تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين.
تعزيز التعاون الثنائي بين الرباط وأستانا
إلى جانب الملفات السياسية، شدد الطرفان على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مع العمل على توطيد الشراكة في مجالات الطاقة والاستثمار والابتكار. وتؤكد هذه الخطوة على الإرادة المشتركة بين الرباط وأستانا في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية تخدم مصالح الشعبين.