أعلنت مجموعة كاش بلوس عن دخولها الرسمي إلى بورصة الدار البيضاء عبر عملية مزدوجة تجمع بين زيادة في رأس المال بقيمة مليوني سهم جديد وبيع 1.8 مليون سهم قائم، وذلك بسعر موحد حدد في 200 درهم للسهم الواحد.
هذه الخطوة، بحسب القائمين على الشركة، تمثل أكثر من مجرد إدراج مالي، بل هي تحول استراتيجي يروم إلى توسيع قاعدة المساهمين وضمان تمويل مستدام لمشاريع الابتكار الرقمي التي تقودها المجموعة.
خلال الندوة الصحفية التي قدمت تفاصيل العملية، أوضح نبيل عمار، المدير العام لـ”كاش بلوس”، أن الشركة لا تعتبر نفسها مؤسسة بنكية ولا تقتصر على التحويلات المالية، قائلا: «لسنا بنكا ولا نمنح القروض أو منتجات الادخار، نحن مؤسسة تكنولوجية مالية شاملة».
وأكد أن الشركة تسعى إلى تعزيز موقعها كـ”فينتك مغربية رائدة” تمزج بين الخدمات الرقمية والابتكار، مع التركيز على تطوير منتجات مالية بسيطة وسريعة تلائم حاجيات الأجيال الشابة ورواد الأعمال الصغار.
وتستند خطة “كاش بلوس” المستقبلية على خدماتها الحالية دون التوسع في منتجات جديدة في المرحلة الأولى، لكنها تراهن على نمو متواصل بنسبة 10.6% سنويا بين عامي 2025 و2030، حيث تتوقع الشركة أن يبلغ ناتجها البنكي الصافي 1.457 مليار درهم بحلول 2030.
كما تشير التوقعات إلى ارتفاع هامش العمولات إلى 817 مليون درهم، ونمو ملحوظ في أنشطة أخرى لتصل إلى 669 مليون درهم، ما يعكس قوة النموذج المالي للشركة وقدرته على خلق قيمة مضافة مستدامة.
أما من حيث الربحية، فتتوقع المجموعة أن يسجل الربح الصافي 397 مليون درهم سنة 2030، مع التزامها بتوزيع حوالي 85% من أرباحها السنوية كأرباح نقدية للمساهمين، ما يجعل السهم جذابا للمستثمرين الباحثين عن العائد المنتظم والثقة طويلة الأمد.
وتبرز “كاش بلوس” كذلك بصلابتها المالية، إذ بلغ حجم ديونها البنكية 23 مليون درهم فقط منتصف 2025، بتراجع يفوق 14% عن السنة السابقة، دون اللجوء إلى أي تمويل خاص أو سندات دين خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ما يعكس حكامة مالية صارمة وإدارة رشيدة للمخاطر.
بدخولها إلى البورصة، ترسم “كاش بلوس” ملامح مرحلة جديدة في مسارها، تجمع بين التحول الرقمي والتمويل الذكي، وتفتح الباب أمام المستثمرين الشباب للمشاركة في قصة مغربية ناجحة تجمع بين الابتكار المالي والمسؤولية الاجتماعية.
ويبدو أن الشركة تراهن على الثقة والشفافية لبناء علاقة متينة مع المستثمرين، في وقت تتجه فيه أنظار الشباب المغربي نحو الفرص الرقمية الجديدة، بعيدا عن الأنماط التقليدية للاستثمار.


