يتزايد الحديث في الأوساط السياسية الفرنسية حول احتمال تعيين الفرنسي المغربي كريم بوعمران في منصب الوزير الأول. بوعمران، الذي يشغل حاليا منصب رئيس بلدية سان أوين منذ عام 2020، يعد واحدا من الأسماء البارزة التي قد يختارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتولي قيادة الحكومة قبل انطلاق الألعاب البارالمبية في 28 غشت المقبل.
إلى جانب المرشحين المعروفين كزافييه برتراند وبرنار كازينوف، يظهر اسم كريم بوعمران، البالغ من العمر 51 عاما، كأحد المرشحين البارزين لرئاسة قصر ماتينيون. ويشير بعض المقربين من الرئيس إلى أن بوعمران يمتلك مؤهلات تضعه في موقع متقدم، فهو منتخب محلي يحظى باحترام كبير داخل الحزب الاشتراكي، ويتمتع بقدرة على الحوار مع الأطراف اليمينية. ورغم ذلك، لا يوجد شيء مؤكد حتى الآن، وفقا لما نقل عن مصادر مقربة من الرئيس.
لماذا يتم ترشيح كريم بوعمران؟
من بين إنجازات بوعمران التي لفتت الأنظار، دوره الفعال في جعل مدينة سان أوين تستضيف الرياضيين البرازيليين خلال الألعاب الأولمبية. كما نجح في الترويج لمدينته على الساحة الدولية، مستفيدا من وسائل الإعلام الأجنبية مثل صحيفة نيويورك تايمز. رؤيته الواضحة لمستقبل مدينته واستراتيجيته الفعالة جعلته شخصية محورية في السياسة المحلية.
بوعمران يعرف بنهجه التقدمي وحرصه على تمكين الأفراد من التحكم في مصيرهم الشخصي، وهو ما صرح به في إحدى المقابلات قائلا: “يجب أن تتيح قيم اليسار للجميع أن يكونوا مهندسي حياتهم الخاصة”. وبخصوص رؤيته لسانت أوين، أشار إلى طموحه في جعلها نموذجا حضريا جديدا يعكس التنوع والقوة الاجتماعية. هذه الجهود لم تمر دون أن تلفت انتباه الرئيس ماكرون، الذي سبق وقارن بين سين سان دوني وكاليفورنيا في عام 2021.
وفيما يتعلق بالقضايا الأمنية، يلتزم بوعمران باتباع نهج صارم يوازن بين الأمان والحريات المدنية. هدفه هو الحفاظ على فرنسا كقوة اقتصادية وديمقراطية اجتماعية في العقود المقبلة. كما أعرب عن قلقه من تأثير التيارات السياسية المتطرفة التي قد تؤدي إلى تقسيم المجتمع الفرنسي على أسس عرقية ودينية.
فيما يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستقبال زعماء الأحزاب والمجموعات البرلمانية في 23 و26 غشت،.. يظل السؤال المطروح: هل سيقع اختيار ماكرون على بوعمران ليكون خليفة رئيس الوزراء الحالي؟ الإجابة ستتضح قبل انطلاق الألعاب البارالمبية في 28 غشت، حيث سيعلن الرئيس عن قراره النهائي.
4o