شهد دوار أفرا بإقليم الناظور يوما من الرعب والفزع، بعدما تحوّل لعب طفل يبلغ الثالثة عشرة من عمره بكرة أمام منزله إلى مأساة حقيقية. فقد هاجمه كلب مسعور وبدأ ينهش ساقه بلا رحمة، وسط صراخ عال هز أرجاء الدوار، جاعلا من لحظة اللعب لحظة كابوسية لا تنسى.
في محاولة بطولية، اندفع شقيق الطفل نحو مكان الحادث، مستعينا بدراجة هوائية كانت مركونة بالقرب، لمحاولة صد الكلب وإبعاد الخطر عن أخيه. وبجهود الأسرة نفسها، تم نقل الطفل بسرعة إلى المستشفى، حيث خضع لحقنة مضادة لداء السعار في مسعى لتفادي الأسوأ.
الحادث ترك أثرا بالغا في نفوس السكان، الذين يعيشون تحت وطأة الخوف الدائم من الكلاب الضالة، خاصة مع اقتراب الموسم الدراسي الجديد، حيث تتزايد المخاوف على سلامة الأطفال داخل الدوار. وما يزيد الوضع قتامة، أن هذه ليست الحادثة الأولى؛ فقد شهدت المنطقة قبل أسابيع وفاة طفل آخر نتيجة هجوم كلب مسعور على وجهه، ما خلف صدمة عميقة لدى الجميع.
رغم حجم الظاهرة، يصر السكان على أن الجماعة والسلطات المحلية تبدو متراخية في التعامل مع المشكلة، في وقت يتصاعد فيه الجدل بين وزارة الداخلية وعدد من الجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوانات. هذه الجمعيات، بحسب السكان، تستخدم وسائل الإعلام الدولية للضغط والتشهير كلما تم إطلاق حملات لمحاربة الكلاب الضالة، ما يجعل المواطنون الحلقة الأضعف في هذا الصراع الحقوقي والسياسي، وسط الحاجة الماسة لتدابير حماية فعالة لأطفالهم.