أشعل مشروع تهيئة كورنيش عين السبع فتيل الغضب من جديد في العاصمة الاقتصادية، بعدما قرر مجلس جماعة الدار البيضاء، بشكل غير معتاد، رفض تسلم الأشغال المنجزة من طرف شركة “كازا أميناجمان” رغم اكتمالها جزئيا.
المجلس الجماعي عبر عن رفض قاطع لتسلم مشروع بقيمة 70 مليون درهم، تم تمويله بالكامل من ميزانية الجماعة، معتبرا أن ما أنجز لا يرقى لا لمستوى التطلعات ولا للمواصفات المعتمدة في مشاريع مماثلة ككورنيش عين الذئاب أو دار بوعزة.
التوتر تصاعد بعدما كشف منتخبون، في زيارات ميدانية، عن “خيبة أمل كبرى” بسبب رداءة التجهيزات، ضعف جودة الفضاءات، بساطة الأثاث الحضري، وغياب أي رؤية معمارية تجعل من الكورنيش الجديد واجهة بحرية تليق بسكان المنطقة.
الانتقادات لم تقتصر على المنتخبين. فقد انضم سكان أحياء عين السبع، الحي المحمدي وسيدي مومن، إلى موجة الغضب، معتبرين أن ما جرى لا يعدو أن يكون تجسيدا صارخا للتمييز المجالي. وأعربوا عن سخطهم من استمرار توجيه الاستثمارات الكبرى نحو الأحياء الراقية، في مقابل مشاريع باهتة ومتواضعة في المناطق الشعبية.
المشروع الذي وعد بالكثير.. وقدم القليل
كانت شركة “كازا أميناجمان” قد وعدت بتحويل كورنيش عين السبع إلى فضاء نموذجي، يضم مسارات تنزه، فضاءات خضراء، ملاعب رياضية، ومرافق شاطئية بتصميم بانورامي. غير أن الواقع أظهر شيئا مختلفا تماما، حسب ما أكده تقرير “الصباح” الصادر بتاريخ 30 ماي.
الفضيحة وصلت أروقة الولاية، حيث بادر والي جهة الدار البيضاء-سطات إلى عقد اجتماع طارئ مع المعنيين بالملف. وطالب بإجابات واضحة حول أسباب تدني جودة الإنجاز، ملزما الشركة بتدارك النقائص فورا قبل التفكير في أي تسليم رسمي للمشروع.