الأكثر مشاهدة

كورنيش عين السبع.. 70 مليون درهم تحت رحمة التأخر والاختلالات

 بشر سكان عين السبع وسيدي البرنوصي بميلاد كورنيش جديد، حلم بحري يطل على الأطلسي، يفترض أن يعيد للمنطقة أمجادها كفضاء مفتوح للترفيه، والتنمية، وتحقيق العدالة المجالية. لكن الحلم سرعان ما تكسر على صخرة الواقع: واقع اسمه التأخر، وسوء الأشغال، وغموض مصير المال العام.

مشروع كورنيش عين السبع، الذي رصد له غلاف مالي ضخم يناهز 70 مليون درهم، بات اليوم محل جدل واسع بين ساكنة المنطقة، والمنتخبين، ومتابعي الشأن المحلي، خاصة مع اقتراب انتهاء الأشغال التي قيل إنها “بلغت 95%”، دون أن يرى المواطنون إلا مساحات غير مكتملة، ومسارات إسمنتية باردة، وهوية عمرانية ضائعة.

منذ نونبر 2020، حين أعلن عن طلب عروض خاص بإعادة تهيئة الكورنيش الممتد من “ميموزا” إلى حدود زناتة، ومرورا بشواطئ “السعادة” و”النحلة”، والساكنة تترقب تحول المنطقة إلى نسخة محلية من كورنيش عين الذئاب أو طنجة. لكن المشروع سرعان ما تعثر لعدة أشهر قبل أن تعلن العمدة نبيلة الرميلي، في ماي 2022، عن استئناف الأشغال مع تحديد أجل 18 شهرا للتسليم، وهي المهلة التي انقضت دون أن تكتمل اللوحة.

- Ad -

بين الحلم والواقع.. الكورنيش “خارج الخدمة”

في جولة ميدانية بشاطئ السعادة، كانت الملاحظات كثيرة والخيبة أكبر. يقول محمد، من سكان المنطقة:

كنا ننتظر فضاء نظيفا، مليئا بالحياة والمرافق، لكننا اليوم أمام إسمنت بارد ومقاعد بلا ظلال، لا نعلم إن كان هذا فعلاً ما أنفقت عليه الملايين. مواطن آخر اختصر المشهد بقوله: انتظرنا كورنيشا يليق بمدينة كبيرة كالدار البيضاء، فإذا بنا نحصل على مشروع بلا هوية، لا يبعث لا على الراحة ولا على الفخر.”

من جهة أخرى، يرى عبد الإله جحا، نائب رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي، أن المشروع خرج عن سكته الأصلية. ففي تصريحه، أوضح أن ثلثي الكورنيش يقع في تراب البرنوصي، مشددا على أن “وتيرة الإنجاز بطيئة”، و”الجودة دون المستوى”، مع تسجيل “اختلاف واضح بين ما وعد به المواطن وما نفذ فعلا”.

في المقابل، نفى نائب العمدة، مولاي أحمد أفيلال، أن تكون الجماعة رفضت تسلم المشروع بسبب رداءة الأشغال، موضحا أن نسبة التقدم بلغت 95%، وأن ما تبقى “مجرد تفاصيل” مثل تجهيز ملاعب الكرة الشاطئية وتدبير الأكشاك. وأضاف أن المشروع يتضمن تجهيزات متطورة للإنارة العمومية من شأنها تحويل الشواطئ إلى فضاء آمن ليلا.

مقالات ذات صلة