في تطور لافت في موقف موسكو من قضية الصحراء المغربية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الاثنين من العاصمة الروسية، أن بلاده ترحب بمقترح الحكم الذاتي المغربي كإحدى الصيغ الممكنة لتقرير المصير، شريطة أن يتم التوافق حوله بين جميع الأطراف وتحت إشراف الأمم المتحدة.
وأكد لافروف، خلال لقاء صحافي جمعه بعدد من الإعلاميين العرب، أن روسيا مستعدة لدعم أي حل توافقي يُنهي الصراع المستمر منذ نصف قرن، مشيرا إلى أن المقترح المغربي يدخل ضمن الخيارات الواقعية التي تتماشى مع قرارات الشرعية الدولية.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الروسية أن موقف بلاده “ينطلق من قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”، مشددا على أن موسكو تساند مبدأ تقرير المصير من خلال الحوار والتفاهم المشترك، وليس عبر خطوات أحادية. وأضاف قائلا: “إذا ما اتفقت الأطراف على مقترح الحكم الذاتي المغربي، فإن روسيا لن تعارض ذلك، بل ستدعم أي حل توافقي عادل.”
ويرى لافروف أن مسار تسوية النزاع شهد تحولا في السنوات الأخيرة، بعدما كانت الأمم المتحدة تتجه سابقا نحو تنظيم الاستفتاء كخيار رئيسي، إلا أن تغير المعطيات الميدانية والسياسية جعل مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب يحظى باهتمام متزايد على الساحة الدولية.
وفي المقابل، ذكر لافروف بموقف الولايات المتحدة، التي اختارت الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، قائلا: “بالنسبة لواشنطن، القضية حسمت، أما بالنسبة لموسكو، فإن الحل لا يمكن أن يعتبر نهائيا إلا إذا شعر الجميع بأن القرار بُني على توازن عادل للمصالح.”
وأشار الوزير الروسي أيضا إلى أن بلاده ستتابع عن قرب القرار المقبل لمجلس الأمن الدولي، المتوقع نهاية أكتوبر الجاري، والذي يرتقب أن يعيد تعريف دور بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، من مهام مرتبطة بالاستفتاء إلى مهام تتعلق بتفعيل مقترح الحكم الذاتي.
واختتم لافروف حديثه بالتأكيد على أن “قرار مجلس الأمن الحالي هو الإطار الوحيد القائم”، داعيا إلى إعداد قرار أممي جديد يستند إلى مقاربة أكثر واقعية وشاملة، تكون مقبولة من جميع الأطراف، مضيفا: “حينها ستكون روسيا مستعدة لمناقشة كل المبادرات التي تحظى باعتراف أممي جامع.”