في خطوة مفاجئة، أعلن وزير التجارة الجزائري، الطيب زيتوني، عن بدء استئناف تدريجي للعلاقات التجارية مع إسبانيا. يأتي هذا القرار تزامنا مع إصدار وزارة الخارجية الجزائرية بيانا غاضبا موجها إلى فرنسا بسبب نيتها دعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، وهو نفس الموقف الذي تتبناه إسبانيا.
وفقا لما تناقلته الصحف الإسبانية والجزائرية، أكد زيتوني خلال حفل تكريم لأفضل المصدرين الجمعة الماضية،.. أن “تطبيع العلاقات التجارية” بين الجزائر وإسبانيا قد بدأ بالفعل، مشيرا إلى أن شركة جزائرية متخصصة في إنتاج الحديد تستعد لتصدير أولى شحناتها إلى إسبانيا قريبا.
جاء هذا الإعلان بعد يوم واحد من صدور بيان شديد اللهجة عن وزارة الخارجية الجزائرية،.. الذي أعربت فيه عن “أسف واستنكار” لقرار الحكومة الفرنسية دعم الحكم الذاتي للصحراء. وأشار البيان إلى أن الجزائر ستتخذ “كافة النتائج والعواقب” نتيجة هذا القرار، محملة فرنسا المسؤولية الكاملة.
إقرأ أيضا: الحكومة الإسبانية تؤكد مغربية الصحراء من خلال الجريدة الرسمية
يرى مراقبون أن هناك تناقضا في المواقف الجزائرية،.. حيث تعبر الجزائر عن غضبها من فرنسا لدعمها مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء،.. في حين تستأنف علاقاتها مع إسبانيا التي تتبنى نفس الموقف. وتعيد هذه الخطوة إلى الأذهان قرار الجزائر قطع علاقاتها التجارية مع إسبانيا في يونيو 2022 للضغط على مدريد للتراجع عن دعمها للمغرب.
رغم الضغوطات التي مارستها الجزائر، لم تتراجع إسبانيا عن موقفها، وظلت متمسكة بدعم الحكم الذاتي المغربي. وبعد أكثر من عام ونصف من القطيعة، بدأت الجزائر في التراجع عن موقفها في أواخر العام الماضي بتعيين سفير جديد في مدريد،.. والآن تستأنف العلاقات التجارية دون تحقيق أي مكاسب ملموسة من ضغوطها على إسبانيا.
على الرغم من أن فرنسا لم تعلن رسميا موقفها الجديد من قضية الصحراء المغربية،.. إلا أن رد الفعل الجزائري الحاد يوحي بأن الجزائر ستتخذ خطوات مضادة حال إعلان باريس دعمها للمغرب في هذه القضية. ويتوقع المحللون أن تشهد العلاقات الجزائرية-الفرنسية توترا أكبر في الفترة المقبلة.