عادت الأفاعي لتباغت سكان المناطق الجبلية بشمال المغرب، وهذه المرة من قلب جماعة تاموروت بإقليم شفشاون، حيث لفظ شخص أنفاسه الأخيرة يوم الثلاثاء بعد تعرضه للدغة قاتلة أثناء محاولته إبعاد أفعى تسللت إلى مكان لتربية الدجاج.
الضحية، الذي حاول التصرف بمفرده قبل وصول أي مساعدة، فوجئ بلدغة سريعة ومميتة، فيما لم تنجح محاولات إنقاذه لاحقا بسبب بعد المراكز الصحية عن المنطقة، وغياب الأمصال المضادة التي تبقى نادرة رغم ارتفاع الإصابات خلال أشهر الصيف.
الحادث لم يكن معزولا، فقد سبقته، قبل يومين فقط،.. وفاة شخص أربعيني بمنطقة الزومي بإقليم وزان بنفس الطريقة،.. ما يرفع عدد ضحايا الزواحف السامة في جهة طنجة تطوان الحسيمة في ظرف وجيز.
وتطرح هذه الحوادث المتكررة، التي تعصف بحياة البسطاء،.. تساؤلات ملحة حول مدى جاهزية المرافق الصحية بالمناطق القروية،.. وسبب التأخر المستمر في توفير الأمصال الضرورية رغم تحذيرات سابقة لمهنيي الصحة ومنظمات المجتمع المدني.
فمع ارتفاع درجات الحرارة، تزداد حركة الزواحف السامة التي تغادر جحورها بحثا عن الماء والغذاء،.. فتجد طريقها إلى مساكن الأهالي أو حظائرهم، حيث يتحول التعايش اليومي معهم إلى كابوس حقيقي.