حل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، في إطار لقاء دبلوماسي رفيع المستوى مع ماركو روبيو، كاتب الدولة الأمريكي، بحضور السفيرة الأمريكية ليزا كينا، التي تشغل أيضا منصب الكاتبة التنفيذية بوزارة الخارجية الأمريكية. اللقاء الذي يعقد في تمام الساعة الثانية بعد الزوال بالتوقيت المحلي (السابعة مساء بتوقيت المغرب)، يأتي تتويجا لسلسلة من الاتصالات الثنائية بين البلدين، كان آخرها اتصال هاتفي جرى في يناير الماضي.
في تلك المحادثة الهاتفية، ناقش الجانبان الأوضاع الإقليمية، خصوصا النزاع في غزة، وأكدا عزمهما تعزيز جهود السلام عبر تفعيل مضامين اتفاقات أبراهام. كما عبر الطرفان عن التزامهما بتكثيف التنسيق بشأن ملفات الأمن الإقليمي والتصدي للتحديات المشتركة، وهو ما يترجم اليوم في هذا اللقاء المباشر بالعاصمة الأمريكية.
من جهة أخرى، يتوقع أن يناقش بوريطة وروبيو سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية، عبر توسيع نطاق التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات الثنائية، بما يضمن مصالح مشتركة للمواطنين في كلا البلدين. ويذكر أن ماركو روبيو كان قد وصف المغرب، في خطابه يوم 15 يناير الماضي خلال جلسة تثبيته، بـ”الحليف الاستراتيجي”، في إشارة إلى عمق العلاقة التي تربط الرباط بواشنطن.
إقرأ أيضا: المغرب والولايات المتحدة ينظمان لقاء دبلوماسي مع 39 سفير حول شراكة التعاون الأطلسي
وتكتسب هذه الزيارة أهمية إضافية في ظل السياق الدولي الحالي، حيث تسببت قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة، برفع الرسوم الجمركية بشكل غير مسبوق، في اضطراب واسع بأسواق المال العالمية. ورغم موجة الضرائب المرتفعة التي طالت معظم دول العالم، فإن المغرب لم يتأثر إلا جزئيا، باقتصار الإجراءات عليه على ضرائب نسبتها 10% فقط، ما يعد مؤشرا على موقعه التفضيلي في السياسة التجارية الأمريكية.
وينتظر أن تفضي هذه المحادثات إلى خطوات ملموسة لتعزيز العلاقات المغربية الأمريكية في مجالات الأمن والدبلوماسية والتبادل التجاري، وسط تحولات جيوسياسية معقدة تفرض على البلدين تحالفا أكثر مرونة وفعالية.